قد طال انتظاري هنا
في زاويتي المظلمة
أنتظر ردّك الغاضب
بعهدة رياح عاصفة
تطبق باب الوحدة
تفقدني مفتاحه
وتحوّل عنه دروبي
فأنتقل إلى سجن جديد
بداخل صحرائك الباردة
تضيع روحي
أدخلها وأغوص فيها
دون سلاح
ولا مجذاف
فلن تكون أقسى من وحدتي
ولا أعمق من دموعي
إنّها رسالتي
بحبر غصّتي أحفرها
ولورقةِ خريف أُحمّلها
وأتركها في مشوار الزمن
فيا نسمات الغربة خذيها
وابتعدي
ابتعدي
وارمِ بها
على شاطىء الأملِ
واحملها أيّها البحر الساكن
دع لهيبها يثير أمواجك
وادفع بها إلى ذاك الغريب البعيد
أُتركها في جزيرة أحلامه الجميلة
فهل تصله رسالتي
وهل يقرأُ كلماتي أحد ؟!
وتعود إليّ يا بحر بجواب
فقد تعب القلب
وخَفَتَ نور قنديل صبري
واشتدت ظلمة وحدتي
فأسرع يا بحرُ
إنّي بانتظار الجواب
جريئة لبنانية