الحاسوب ليس مهددا فقط بغزو الفيروسات او حروب التجسس او غيرها من البرامج غير المرغوب فيها، التي تؤدي الى تأخير وتعطيل نظام العمليات فيه، وانما ايضا يتضرر بالكثير من المؤثرات الفيزيائية التي بفضلها يتقلص عمره الافتراضي بصورة حاسمة.
اذن، كيف نحول دون اصابة الحاسوب بالشيخوخة او دون انتقاله الى العالم الآخر، او «عالم السليكون» بعد موته؟.
المشاكل عادة ما تظهر بصورة تدريجية الواحدة تلو الاخرى وابرزها:
الحرارة
تعتبر الحرارة اكبر اعداء الحاسوب، وفي حين يمكن تحديد ومعالجة بقية الظواهر الاخرى بصورة دقيقة ومعالجتها، فالحرارة تظهر وترتفع باستمرار خلال فترة تنضيذ وحدات وكميات العمل المختلفة التي تستدعي اطلاق مثل هذه الحرارة بين الأجزاء العاملة داخل جهاز الحاسوب، وتصبح مع تصاعد عمليات تكامل دوائر البرمجة داخل الحاسوب وخلال تطور الاشكال او المنضدات، المشكلة رقم واحد.
واذا لم يحدث ثمة انقلاب في التكنولوجيا المستخدمة فسوف تنبعث خلال مدة الـ15 عاما المقبلة من السنتيمتر المربع الواحد في منظومة المعالجة ورقائق الغرافيك كمية الحرارة نفسها المنبعثة من الغلاف الشمسي. واحدى الامكانات المطروحة للحماية من انبعاث الحرارة العالية، وفي الوقت ذاته الاقتصاد في الطاقة، يمكن استخدام ما تدعى بالوحدات الارتدادية الشرطية التي تقوم باعادة تحويل الحرارة الحاصلة الى طاقة كهربائية، وطبعا، فان مثل هذه الوسيلة تكون مكلفة للغاية، فضلا عن سوء التكنولوجيا المستخدمة للحصول عليها. وفي الواقع، ليس من المناسب ان يعمل الحاسوب في بيئة او مكان تكون فيه حرارة المحيط مختلفة بصورة كبيرة عن موقع العمل، ففي مثل هذه الظروف تبدأ الحرارة بالتجمع داخل جهاز الحاسوب، ومن ثم تؤدي الى تعطيل الدائرة الكهربائية.
وخلال الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة، لا يمكن للحاسوب ايضا ان يعمل بصورة صحيحة، حيث، على سبيل المثال، يتعرض القرص الثابت للعطل، وبذلك يرفض نظام الحاسوب استيعابه. ان الحيطة من الحرارة تجري بصورة سيئة، وعلى الاكثر فان الشيء المساعد للغاية هي اجهزة التهوية او التبريد، والخطأ الاكبر الذي يرتكب بهذا الخصوص، يكمن في ترك اجهزة التهوية حرة التنقل طوال الوقت على اساس انها تبرّد الحاسوب بصورة افضل، وليس هذا صحيحا، والنتيجة ان الحاسوب سوف يمتص الكثيرمن الغبار والاوساخ الاخرى التي لا تطبقها الكهربائيات.
ان من الافضل نصب جهاز التهوية قبل كل شيء امام القرص الثابت (الهارد دسك) وبذلك يطلق هواء باردا نحو الصندوق، وفي الوقت نفسه يعمل على تبريد القرص الثابت وهذا ما سيؤثر بصورة ايجابية في عمر الحاسوب.
وكذلك من المفضل نصب جهاز من نوع آخر في الجزء الخلفي للصندوق يقوم بامتصاص الهواء الحار وطرده الى الخارج.
وانطلاقا من كل ذلك، يجب ألاّ يوضع الحاسوب في المكان القريب جدا من الحائط او الجدار، فاقل مسافة يمكن ان يبتعد فيها الحاسوب عن الجدار ينبغي ان تكون بحدود 40 سنتيمترا. واذا كان لديك «بروسسر» فعال، فمن المناسب شراء جهاز خاص، مدمج فيه جهاز آخر للتهوية ويدعى بـ«نفق التهوية» وهذا النفق يمكن وضعه بصورة قريبة جدا امام مبردة «البروسسر» وبذلك يتم سحب كمية الحرارة الكبيرة بصورة مباشرة من مصدرها، وهذا ما سينعكس على بقية اجزاء الحاسوب.