اختلطت مشاعر الفرحة والألم لدى الطالبة تحرير عبد الرازق التي تسمرت في مكانها لحظة معرفتها بنتيجتها في امتحانات الثانوية العامة، فأخذت تبكي فرحا وألما على النتيجة غير المرغوبة.
وكانت تحرير التي حازت على مرتبة متقدمة في الفرع العلمي في نتائج الثانوية العامة على مستوى مدرسة بنات طوباس الثانوية، حصلت على معدل 97.3% حرصت على القدوم اليوم للمدرسة منذ الصباح الباكر رغم علمها ان موعد الإعلان عن النتائج لازال بعيدا.
وفور تلقيها لنتيجتها التي لم تشعر بالفرحة إزاءها كما تقول، وجدت تحرير نفسها تبكي دون إرادة، مبينة أن بكاءها هذا يأتي نتيجة لعدم رضاها عن النتيجة التي كانت أقل من توقعاتها بعلامة كاملة كما تقول.
ولم تكن تحرير تعرف النوم إلا قليلا أثناء العام الدراسي الفائت، وذلك بحثا منها على نتيجة من شأنها ان تحقق بها ذاتها في المستقبل، ومن اجل ان تدخل الفرحة الحقيقية إلى أسرتها لا سيما وأنها الأكبر بين أخوتها وأخواتها.
وتكتسب نتائج الثانوية العامة أهمية اجتماعية بالغة في المجتمع الفلسطيني.
وعلى الرغم من ان معدلها يقدم لها خيارات كثيرة للدراسة في الجامعات، إلا ان تحرير تميل لدراسة الكيمياء وهو الموضوع الذي تحبه منذ الصغر، مبينة ان هذا الخيار ليس نهائيا، فربما تختار العائلة خيارا آخر 'سأعمل على تحقيقه لهم'، كما تقول.
ومنذ ساعات صباح هذا اليوم حرصت طالبة الفرع العلمي تسنيم صالح صوافطة على فرض نظام احتكاري لتلفون المنزل الذي ستتلقى عبره نتيجتها الموعودة، فكانت تركض بلهفة عند سماعها رنين الهاتف.
غير ان ما كانت تخطط له تسنيم بأنها ستكون أول من يعرف النتيجة من بين أفراد العائلة فشل عندما انشغلت عن استقبال مكالمة يتيمة، علمت والدتها النتيجة عبرها، فتلقت الأخيرة النتيجة لتنقلها بدورها إلى تسنيم التي حازت على المرتبة الأولى في الفرع العلمي في المحافظة إذ حازت على معدل 98.3%.
وتقول الطالبة المتفوقة: ان ليوم إعلان النتائج الكثير من الخوف والرهبة لدى الطالب وذويه، فمهما كان الأداء إلا ان الخوف من النتيجة يبقى سيد الموقف.
وكثيرة هي مشاعر الخوف التي اعترت تسنيم التي لم تحتمل الذهاب للمدرسة لمعرفة النتيجة التي كانت تتوقع أعلى منها، فآثرت البقاء في البيت والانتظار على الرغم مما يحمله الانتظار من قلق وخوف وطول وقت كما تقول.
وتشير إلى أنها كانت تدرس بانتظام أثناء الدوام المدرسي وبكثافة أكثر أثناء الامتحانات، مبينة انه كان لديها قليل من الوقت تخصصه لمشاهدة التلفاز أو للحديث عبر الهاتف أو للاجتماع بأفراد عائلتها.
وفيما يتعلق بخيارات الدراسة فتقول أنها كثيرة وهي مفتوحة أما للدراسة داخل الوطن أو خارجه غير أنها لغاية الآن لم تقرر بعد أي المواضيع تختار وأين ستكمل الدراسة الجامعية.
أما الطالبة آية حمزة دراغمة التي حازت على المرتبة الثانية في الفرع التجاري في مدرسة بنات طوباس الثانوية وحصلت على معدل 92.7% فأخذت تقفز عاليا لحظة سماعها للنتيجة عبر مكبر الصوت في مدرستها التي حرصت على الإتيان إليها لتعرف النتيجة بنفسها.
' قفزت عاليا...وشعرت أنني أطير من الفرحة..' قالت آية التي تعتبر ان هذه النتيجة ما هي إلا بداية الطريق في حياة جديدة.
وعلى الرغم من ان معدلها كان اقل من توقعاتها، إلا انه كان قريبا جدا من تلك العملية الحسابية التي كانت تجريها مرارا منذ ان انتهت من أداء امتحانات الثانوية العامة.
وتشير إلى أنها كانت تلجأ إلى الانزواء في غرفتها وإغلاق الباب بإحكام لإجراء الحسابات الخاصة والمتوقعة بالنتيجة المرتقبة.
وتقول :' كثيرا ما كنت أخفي الآلة الحاسبة بجيبي لأجري حساباتي في كل فرصة تتاح لي '، مبينة أنها لم تكن تسمح لأحد بمشاهدة ما يجري من حسابات كانت جميعها مبنية على التوقعات.
وعلى النقيض من غالبية زميلاتها، فقد حصلت الطالبة مروة دراغمة على معدل أعلى من توقعاتها بعلامة وثلاثة أعشار العلامة، إذ حصلت على معدل 97.3% وهو المعدل الذي جعلها تطير فرحا كما تقول.
ولأن عوامل كثيرة من شأنها ان تؤثر على طالب الثانوية العامة من وجهة نظر مروة كالضغط النفسي والقلق والتوتر والخوف من عدم الإجابة بإتقان، فإن توقعاتها بمعدل أقل مما حازت عليه، هيأتها للنتيجة المعلنة.
وتقول مروة :' لم اصدق نتيجتي التي سمعتها ليس لعدم توقعي لها، بل لخوفي من رهبة الموقف الذي كان الجميع يبكي فيه أما فرحا أو حزنا '.
غير ان التفاف ذوي مروة وزميلاتها حولها أكدوا لها ان ما سمعته ما هو إلا حقيقة، وبأنها حازت على نتيجة موازية لتعبها ولجدها ثناء الدراسة والامتحانات.