تتذكر ليندساي وتقول "كانت بيث أعز صديقاتي لمدة عشرة سنوات، منذ أن كنا في الحضانة. وفي يوم ائتمنتها على سر، شيء ما وعدت أخى بألا أبوح به لأي شخص. لم يكلمني أخي لمدة شهر منذ أن علم أن كل الأطفال في المدرسة علموا أنه يأخذ دواء لأنه يتبول لا إراديا أثناء النوم. بيث أخبرت شقيقتها، وشقيقتها أخبرت كل من في المدرسة. وذلك علمني درسا. ولم أعد أشعر تجاه بيث مطلقا بنفس المشاعر، مطلقاً".
تتذكر هدى البالغه من العمر ستة عشر عاما ويقول: "تركنا والدى عندما كان عمري سبع سنوات. ترك والدتي وشقيقتي الصغرى وأنا من أجل زوجة أخرى. ولم نعد نراه لمدة سنوات. وإذا به في العام الماضي يتصل بي تاركا رسالة على "جهاز الرد على المكالمات" برقم تليفونه لكي أعاود الاتصال به. أتمنى أن يطول صبره في انتظار الاتصال به".
وتقول ريبيكا البالغة من العمر خمسة عشر عاما: "على ما أذكر كنت غاضبة من جدتي لفترة طويلة. كانت دائما تنتقدني في كل شيء، بداية من طريقة ملبسي وتسريحة شعرى حتى الأماكن التي يذهب إليها آباء صديقاتي في الإجازات والمواد الدراسية التي أدرسها. لقد أمضيت سنوات أخشى من فعل أي شيء قد لا يرضيها حتى أدركت أن كل شيء أفعله لا يرضيها. فلا يهم مهما بذلت من جهد محاولة أن أطبق قواعدها، فلم يعد الأمر مجديا مطلقا".
لا تدعي مكانا للضغينة في صدرك. حاولى أن تسامحي وتنسي. ما هذا النوع من المشاعر الذي من الصعب امتلاكه. لنفرض، أن أحد ما أساء إليك وأنك تخليت عن كل مشاعر الكره التي تشعرين بها وفي النهاية تعاملين الشخص الذي أساء إليك برحمة وربما بحب. هذا هو التسامح. وما يبدو طبيعيا هو استخدام كل مشاعر الألم والغضب لإشعال نار الانتقام، في حين أن 94% منا يعتقد أن التسامح أمر مهم وأقل من نصفنا يجعل التسامح ممارسة معتادة.
لماذا نعبأ بمسامحة من تسببوا في الإساءة إليك
ليس من أجل الشخص الذي أساء إليك نوصيك بأن تحاولي التغلب على غضبك. فقد ثَبُت أن المشاعر السلبية لها تأثير على نشاط الجسم. وما نعرفه بالتأكيد أن الحياة في المدارس الثانوية لا ينقصها مزيد من الضغط النفسي. ولقد أوضحت الدراسات مؤخرا أن من يسمون فوق المواقف التي تعرضوا فيها للظلم عن طريق مسامحة الآخرين يشعرون عادة بالرضا عن أنفسهم. أما أولئك الذين يضمرون مشاعر المرارة فيتركون غضبهم يتوهج، وهم من سيدفعون الثمن؛ والثمن غالي فسيجعل من تم ارتكاب الخطأ في حقهم:
يشعرون بالسمو الأخلاقي. وهم يعتقدون أنه بقطع ساق شخص ما سيزيده ذلك طولا.
يعرضون أنفسهم للإصابة بضغط الدم العالي وضعف جهاز المناعة.
يسمحوا لمن أخطأوا في حقهم بأن يشغلوا حيزا كبيرا من تفكيرهم، ما يؤدى إلى إلحاق الضرر العاطفي والنفسي بهم على المدى الطويل.
التسامح لا يعني....
الكثير منا يربط التسامح بالضعف. وفي الواقع، التسامح رمز القوة. فنبذ الكره جانبا أصعب، ويتطلب شجاعة أكبر، من إضمار الضغينة. فالتسامح ليس اعتذارا أو نسيانا أو نكرانا، ولا يؤدى بالضرورة إلى التصالح. ولا يعني أنك ستسمحين باستغلالك مرة أخرى. فأصحاب النفوس المريضة لا يتغيرون ومن الأفضل أن تبتعدي عنهم. ولكن حتى إذا قررتِ ألا تتصافحي وتصلحين الأمر معهم، بإمكانك مسامحتهم والتخلص من كل مشاعر المرارة والعصبية.
كيف تتعلم التسامح؟
واجهي الآلم وحاولي أن تعيشى الأحاسيس السلبية بدلا من إنكارها أو تجنبها.
ضعي نفسك مكان الشخص الذي أخطأ في حقكِ وحاولي أن تتفهمي السبب وراء تصرفه.
اختاري أن تغفرى، اجمعي كل قوتك لطرح الشعور بالآلم والعداء جانبا، وبالتالي يمكنك الاستمرار.
فكري في الناس الذين تعرفينهم ويغفرون بسهولة. هل يقيمون علاقات دافئة ومُرضية ولديهم مهارات اتصال جيدة مع من تسببوا في إيذاء مشاعرهم؟
تذكري أن التسامح في مصلحتك. فإذا ألقيت بالتجارب المريرة من وراء ظهرك، ستخلصين نفسك من الشعور بالغضب الذي يشوش تفكيرك وأحاسيسك وتصرفاتك. فالشعور بالمشاعر والتوجهات الأكثر إيجابية يساعدك على تحسين حالتك الصحية ويزيد من اعتزازك بنفسك ويجعلك تتمتعين بجاذبية أكثر في نظر من حولك