كأول ثمرة لبرنامج ماجستير العلوم الصيدلانية بجامعة الأزهر, منحت عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بالتعاون مع كلية الصيدلة درجة الماجستير في العلوم الصيدلانية للطالب محمد كامل الهبيل على بحثه الموسوم بـ" تأثير علاج Valproape على خلايا الدم ووظائف الكبد عند الأطفال المصابين بالتشنجات العصبية ", بحضور الأستاذ الدكتور جواد وادي رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور عمر أبو تيم عميد الدراسات العليا, وأعضاء من مجلس الجامعة, ومندوبين من وزارة الصحة ونقابة الصيادلة و رؤساء الأقسام و لفيف من الهيئة التدريسية والإدارية بكلية الصيدلة, وأصدقاء وذوي الطالب.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور أمين حمد عميد كلية الصيدلة مناقشاً ورئيساً, والدكتور عصمت أبو عساكر مشرفاً, والدكتور مازن السقا مناقشاً داخلياً, والدكتور محمود الحداد مناقشاً خارجياً.
حيث رحب د. حمد بالحضور جميعاً بمناسبة مناقشة أول رسالة ماجستير في العلوم الصيدلانية, مقدماً نبذة تاريخية عن المراحل التي مرت بها الكلية والتطور النوعي الذي شهدته منذ افتتاحها وحتى الآن وقال:" تأسست الكلية عام 1992م كأول كلية صيدلة في فلسطين تلبية لحاجة المجتمع الفلسطيني وإيماناً منا بتطوير العلوم الصيدلانية والنهوض بمهنة الصيدلة, ومنذ عام 1992م، تم تخريج قرابة ألف صيدلاني وصيدلانية، وينتشر هؤلاء الخريجين في شتى بقاع الأرض، ولقد حصل العديد من خريجي كلية الصيدلة بغزة على شهادات عليا في مختلف العلوم الصيدلانية من دول عديدة مثل ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية ودول عديدة أخرى.
وأوضح د.حمد انه خلال الخمس عشر سنة الماضية دأبت كلية الصيدلة وبشكل مستمر على تطوير مناهجها وكوادرها الأكاديمية، وكذلك زيادة التجهيزات الفنية والمخبرية، بما يخدم الطلبة والمهنة ويتوافق مع التقدم الحاصل في مهنة الصيدلة إقليمياً وعالمياً, مضيفاً إيماناً منا بكلية الصيدلة بضرورة الاستمرار في التطور النوعي للكلية والمهنة وتطوير البرامج، تم افتتاح برنامج ماجستير العلوم الصيدلانية عام 2005م، وبرنامج ماجستير التغذية الإكلينيكية في عام 2007م.
بدوره أثنى الأستاذ الدكتور جواد وادي على الجهود الجبارة التي تبذلها كلية الصيدلة بتنمية والتطور العلوم الصيدلانية, ولدورها الفعال في خدمة المجتمع الفلسطيني, مبدياً تفاخره بهذه الكلية وبهذا اليوم الذي هو باكورة برنامج الماجستير في العلوم الصيدلانية, والذي جاء نتيجة جهود جنود تحدو الصعاب وجعلوا من المستحيل ممكنا بعزيمة الرجال التي لا تلين، قدموا أفضل علومهم وخبراتهم وملكاتهم الفكرية والعلمية والبحثية لكلية الصيدلة، فكانوا وراء نشأتها وتطورها لتصبح في فترة قياسية كلية نوعية متميزة.
وعدد د. وادي المواقف التي تتفاخر بها الجامعة كالتطور النوعي لكلية الصيدلة، التي عاشت سباقاً مع الزمن لتقدم برامج البكالوريوس في كافة العلوم الصيدلانية، بجودة تعليمية شهدت لها الأوساط المحلية والعربية والعالمية.
كما يسجل لكلية الصيدلة أنها أهلت ببراعة وكفاءة الكثير من أعضاء الهيئة التدريسية بها، فقد عمدت الكلية ابتعاث أوائل طلبتها لدراسة الماجستير والدكتوراه في أفضل جامعات العالم، ومن ثم عادوا لكليتهم ليمارسوا أعمالهم بحماسة وانتماء للجامعة التي خرجتهم، فهاهي الكلية اليوم تزخر بأفضل العلماء والباحثين في كافة العلوم الصيدلانية، وهم الأفضل والأكفأ في علومهم.
وأشار د. وادي إلى إن رسالة الماجستير اليوم هي أول رسالة ماجستير في العلوم الصيدلانية ليس في جامعة الأزهر فقط بل في قطاع غزة، وهذا مؤشر لنهضة مستقبلية قادمة في قطاعنا، فرفد المجتمع الغزي بهذه الطاقات يبشر بمستقبل أفضل في مجال تطوير العلوم الصيدلانية ومجال صناعة الدواء التي يفتقر قطاعنا لها، والتي يجب أن توضع في الاعتبار إذا ما أردنا نهضة علمية صناعية للأجيال القادمة.
من ناحيته أكد د. أبو تيم سعي الجامعة الدءوب لتطوير برامج الدراسات العليا في مختلف المجالات, إيماناً بضرورة التنمية والتطوير ومساهمة من الجامعة بنهضة الأمم وصنع الحضارات.
وأشار د. أبو تيم إلى الدور الريادي الذي تقوم به كلية الصيدلة مسجلاً الاحترام والتقدير لعميد كلية الصيدلة و العاملين بالكلية الذين كانوا وراء هذا الإنجاز العظيم المبدع، محيياً إخلاصهم وانتمائهم لجامعتهم وللعلم وسعيهم الدءوب للارتقاء بكلية الصيدلة، حتى أصبحت من أفضل الكليات مقارنة بنظيراتها على مستوى الوطن.
وأوضح د.أبو تيم مسيرة التطور الذي شهدته عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة وقال"لقد بدأت رحلة الدراسات العليا بالجامعة ببرنامجين فقط في ( التربية وماجستير الكيمياء بالتعاون مع جامعة يومست البريطانية)، وقد كان تطوير برامج الدراسات العليا وتنويعها هدفاً ملازماً للخطة التطويرية للجامعة، بل أحد أهم أولوياتها، وعلى مدار عشر سنوات عكفنا على تجهيز البرامج وإعداد التجهيزات البحثية واللوجستية وتوفير المراجع والدوريات، حتى تمكنا من طرح 24 برنامج دراسات عليا على مستوى الماجستير للطلبة الراغبين بإكمال دراستهم العليا، ونبشر محبي هذه الجامعة بأن عدد هذه البرامج سيصبح مع حلول العام الجامعي القادم (30 برنامجاً) بإذن الله, لافتاً إلى أن هذا التطور على مستوى البرامج صاحبة تطور في أعداد الطلبة المسجلين فقد بدأ العدد ب 50 طالبا وطالبة، وأصبح اليوم 650 طالب وطالبة، ونفسر هذا التطور بأعداد الطلبة لعدة أسباب أهمها المصداقية التي تتمتع بها الجامعة في مجال الدراسات العليا، والتي تتمثل في نظام القبول والدراسة وآليات ووسائل التعليم والتقنيات والمختبرات المتوفرة في الجامعة، فعلى سبيل المثال قامت الجامعة بتوفير الدوريات والمراجع العلمية لطلبة الدراسات العليا، والتي كان آخرها التعاقد مع Science Direct وهي من كبريات قواعد البيانات في العالم والتي توفر الدوريات الإلكترونية للطلبة الدارسين والباحثين ليكونوا على اتصال مع آخر المستجدات العلمية في اختصاصهم, إضافة إلى تنوع وتعدد الاختصاصات، فالجامعة تطرح برامج ماجستير متعددة في مجالات الصيدلة والحقوق والاقتصاد والعلوم الإدارية والآداب والعلوم الإنسانية والتربية والزراعة وتخصصات كلية العلوم المختلفة والهندسة وتكنولوجيا المعلومات، إضافة لبرامج العلوم الدينية ( الحديث والفقه), كذلك طرح تخصصات نوعية تتفرد بها جامعة الأزهر بغزة، ومنها برنامج الماجستير في التغذية الإكلينيكية، وبرنامج الماجستير في التجارة الإلكترونية، وبرنامج الماجستير في الذكاء الصناعي.
ووعد د. أبو تيم الطلبة بأن تقدم الجامعة المزيد وان تستمر في بذل الجهد، لتوفير المناخ الأفضل للتعلم والبحث العلمي، بهدف تجهيز جيل قادر على إدارة المستقبل ورفع شأن بلادنا الغالية فلسطين في مجال العلوم والبحوث، وهذا هو التحدي الحقيقي أمام نهضتنا وارتقاءنا، هو الطريق الأمثل للإعداد للمستقبل بكل تحدياته.
وبعد الاستماع إلى عرض الطالب ومناقشته منحت اللجنة درجة الماجستير للطالب وسط أجواء السعادة والفرح من مدرسي وأهل وذوي الطالب.