اسم الكاتب : شام لازوردي
الكوفية برس - مانعيشه الآن يجعلنا نشعر بأننا لازلنا نعيش عام 1948 من نكبات وأحداث وقتل ودمار وتهجير ، ومفاوضات سياسية هنا وهناك بلا جدوى وبلا فائدة ، فما سلبه العدو الصهيوني ، وقرينه حماس في غزة ، من أراضي وحياة أناس وقتل مناضلون وتشريد وتهجير ومطاردة لأبناء المقاومة ، لن ينسى فهو مخلد في ذاكرتنا ، لقد أصبحت الحياة خانقة ومميتة لدرجة أن أصبحت الناس لا تحتمل الإستمرار والعيش في القطاع والكثير منهم هاجر والآخر ينتظر أي دولة أجنبية الموافقة على طلبه ، والآخر أصبح ساخط على حياته وعلى كونه عربي وفلسطيني ، لأن ماممر به طيلة حياته من أزمات جعلته يسخط على جنسيته وعلى حياته ، فلا يوجد أي بلد مهما وصل درجة التخلف الإقتصادي بها تعيش مايعيشه أهل غزة ، من فقر ، وضياع وتشريد ، وأمراض فأي بلد سمعت أنها تستعمل الزيت المحروق لتشغيل السيارات ، متجاهلين مخاطره وأضراره فكم من حالات للسرطان ستصبح بغزة التي تفتقر لعلاج الإنفلونزا وليس السرطان ، وكم من بيت سمعت انهم يوقدون النار على الأخشاب لطهي الطعام وموضة الأقراص الكهربائية لإستعمال الطبخ ، وكام من عجوز وطفل وكهل وإمرأة وشاب يقضون مصالحهم مشيا على الأقدام وإن نظرت بوجه أحدهم رأيت وجها شاحبا مصفراً يسيل منه العرق كما تشعر مدي ضيقه وضجره مماحل بهذه البلد ، بنفس الوقت تمر بجانبك سيارة مرسيدس أوجيب يقوده مراهق بلحية لايتجاوز عمر الثامن عشر، فأي عدل هذا الذي جعل البنزين والسولار والغاز أمنية يمتناها الناس وحماس تنعم به بمنازلها وسياراتها ولاتشعر بمدى المعاناة التي يعانيها بقية الشعب وأصحاب المحطات أصبحت توزع الغاز ليلا خوف من هجوم الناس عليهم لانهم لايملكون صلاحية التوزيع لغير حماس ، ولو لديك صديق يعمل بمحطة غاز ستجد هاتفه مغلق على الدوام خوفا من إحراج نفسه مع اصدقائه لأنه لايمتلك القرار بمنح صديقه إسطوانة غازفأي حكم نعيش وأي ، زمن نعيش ، وأي تخلف وصلنا له ، وأي وضع نفسي أصبحنا نعيشه ، كيف سنشفى من أمراضنا الجسدية والنفسية ، ستعجز كل أطباء العالم عن معالجتنا مما وصلنا له ، هل يوجد علاج لشخص بات يكلم نفسه بالطرقات ، فأين العزة ياغزة فهل لازال هناك شي يجعلنا نصمت أكتر من ماحل بنا ، أو لازال لدينا شي نخاف منه ، من أن نواجه غطرسة هذه الفئة الضالة ، لا أحد سيساعدنا لأننا نحن من قبلنا على أنفسنا بذلك ، فلا تنتظر أيها الشعب حلول من أي جهة ، إن لم تنتفض وتصرخ بوجه عدوك الذي سلبك حياتك ويتم أطفالك ورمل نسائكم ، هل الشعب أصبح عاجز أمام جميع هذه الغطرسات فقد عصى الإحتلال أن يدمر القطاع فقد دمرته حماس بكل جدارة وتستحق عليه جائزة نوبل للدمار ، يجب التحرك وإلا مات الجميع ، وأتمنى من شعب حماس وماهم يستفيدون منهم أن يشعروا بمأساة ومعاناة غيرهم ، فلايعود الوطن بكوبونة ولاتعود الأشخاص بلتر سولار ، ولا تعود القدس بإسطوانة غاز مأمنة يتسلل بها عناصرهم لمنازلكم ليلاً ، مأساتنا كبيرة وقضيتنا صعبة ، أتمنى من الجميع أن يشعر بمدي نكبتنا الحقيقية على الرغم من أن الجميع يعيشها ولكن هناك من لايدرك مخاطر هذه النكبة فهو يتعامل مع حياته يوم بيوم فلاينظر للمستقبل ، نحن سنكون عاجزون عن فعل أي شيئ لو إستمر بنا الحال هكذا سنتحول إلى مجتمع فقير متخلف متشرد طوال حياته ، لا أحد يشعر بنا ولاأحد ولا أحد يحترمنا ولاأحد يستقبلنا بوطنه فنحن أصبحنا مثل مايقال 'وإل مضيع وطن وين الوطن يلقاه' رحمنا الله ورحم هذا الشعب المغلوب على أمره .