بانت سعاد
بانتْ سُعادُ فقَلْبِـي اليـومَ مَتْبـولُ
متيَّـمٌ إثْرَهـا لم يُفـد مَكْـبُـولُ
وما سُعادُ غَداةَ البَيْـنِ إذ رحَلـوا
إلاّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ مكحـولُ
تَجْـلُـو عـوارِضَ ذي ظَلْـمٍ إذا
ابتسَمتْ كأنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مُعْلُـولُ
شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ من مـاء مَحْنِيَـةٍ
صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهو مشمـولُ
تَجْلُو الرياحُ القَذَى عنـه وأَفْرَطَـه
من صَوْبٍ سارِيـةٍ بيـضٌ يَعَالِيـلُ
يا وَيْحَها خُلَّـةً لو أنَّهـا صدَقـتْ
ما وعَدتْ أولَوَ انَّ النُّصْـحَ مقبـولُ
لكنَّها خُلَّةٌ قد سِيـطَ مـن دَمِهـا
فَجْعٌ ووَلْـعٌ وإخْـلاَفٌ وتَبْدِيـلُ
فما تَدُومُ على حـالٍ تَكـونُ بـها
كمـا تَلَـوَّنُ فِي أثوابِهـا الغُـولُ
وما تَمَسَّكُ بالوَصْلِ الذي زعَمـتْ
إلا كما تُمْسِـكُ الـماءَ الغَرَابِيـلُ
كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لـها مَثَـلاً
ومـا مَوَاعيـدُهـا إلاّ الأباطِيـلُ
أرجُو وآمُلُ أن يعْجَلْـنَ فِي أَبَـدٍ
وما لـهنَّ طَوالَ الدَّهْـر تَعْجيـلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ ومـا وعَـدتْ
إن الأَمَـانِـيَّ والأحـلامَ تضليـلُ
أمستْ سُعـادُ بـأرضٍ لا يبلِّغهـا
إلا العِتـاقُ النَّجِيبـاتُ المَراسيـلُ
ولـن يَبَلِّغَهـا إلا عَذَافِـرةً فيهـا
عـلـى الأَيْـنِ إرقـالٌ وتَبْغِيـلُ
من كلِّ نَضَّاخَةٍ الذِّفْرَى إذا عَرِقـتْ
عُرْضَتُها طامِسُ الأعـلامِ مَجْهـُولُ
تَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَـيْ مُفْـرَدٍ لَهَـقٍ
إذا توقَّدَتِ الـحُـزَّانُ والـمِيـلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُهـا فَعْـمٌ مُقَيَّدُهـا فِي
خَلْقِها عن بَنَاتِ الفَحْـلِ تَفْضِيـلُ
حَرْفٌ أخوها أبوهـا مـن مهجَّنـةٍ
وعمُّهـا خالُهـا قَـوْداءُ شِمْليـلُ
يَمْشي القُـرَادُ عليهـا ثـم يُزْلِقُـه
منهـا لَبَـانٌ وأَقْـرابٌ زَهَـالِيـلُ
عَيْرانةٌ قُذفتْ في اللَّحْم عن عُـرُضٍ
مِرْفَقُها عن بنـاتِ الـزَّوْرِ مَفْتـولُ
كأنّ ما فـات عَيْنيْهـا ومَذْبَحَهـا
من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْـنِ بِرْطِيـلُ
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحـلِ ذا خُصَـلٍ
فِي عـارِزٍ لـم تَخَوَّنْـه الأَحَاليـلُ
قَنْـواءُ فِي حُرَّتيْهـا للبَصِيـر بـها
عِتْقٌ مُبِيـنٌ وفِي الخَدَّيْـنِ تَسْهيـلُ
تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاحقـةٌ
ذَوَابِـلٌ وَقْعهُـنَّ الأرضَ تَحْليـلُ
سُمْرٌ العُجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زيَماً
لـم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَنْعِيـلُ
يوماً يَظَلُّ بـه الحِرْبـاءُ مُصْطَخِمـاً
كأنّ ضاحيَـه بالنـارِ مـملـولُ
كأن أوْبَ ذواعيْها وقـد عَرِقـتْ
وقـد تلفَّـعَ بالقُـورِ العَساقِيـلُ
وقال للقَوْمِ حادِيهم وقـد جَعَلـتْ
وُرْقُ الجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَدَّ النهارِ ذِراعَـا عَيْطَـلٍ نَصَـفٍ
قامـت فجاوبَهـا نُكْـدٌ مَثَاكِيـلُ
نَوَّاحةٌ رَخوِةُ الضَّبْعيْـنِ ليـس لهـا
لما نعَى بِكْرَهـا الناعـون معقـولُ
تَفْرِي اللَّبَـانَ بكَفَّيْهـا ومِدْرَعُهـا
مشقَّـقٌ عـن تَـرَاقِيهـا رَعَابِيـلُ
يَسْعَى الوُشـاةُ بجَنْبيْهـا وقولُهُـم
إنكَ يآبـنَ أبـي سُلْمَـى لمقتـولُ
وقال كـلُّ خليـلٍ كنـتُ آمُلُـه
لا أُلْفِينَّـكَ إنِّـي عنـك مشغـولُ
فقلتُ خَلُّـوا طِرِيقِـي لا أَبَالكُـم
فكـلُّ ما قَـدَّر الرحمـنُ مفعـولُ
كلُّ ابن أُنْثَى وإن طالـت سَلاَمتُـه
يوماً على آلةٍ حَدْبـاءَ مـحمـولُ
أُنبِئـتُ أن رَسُـولَ اللهِ أَوْعَدنِـي
والعفوُ عنـد رسـولِ الله مأمـولُ
مَهْلاً هَدَاكَ الـذي أعطـاكَ نافِلـةَ
القرآنِ فيهـا مواعِيـظٌ وتفصِيـلُ
لا تأخُذَنِّي بأقـوالِ الوُشَـاةِ ولـم
أُذْنبْ ولو كثُرت عنِّـي الأقاويـلُ
لقـد أقُـومُ مَقَامـاً لو أقُـومُ بـه
أَرَى وأسمَعُ ما لـو يَسْمَـعُ الفِيـلُ
لظَـلَّ يُرْعَـدُ إلا أن يكـون لـه
مـن الرسـولِ بـإذنِ اللهِ تنويـلُ
حتّى وضعـتُ يَمِينـي لا انَازِعُـهُ
فِي كفِّ ذِي نَقَماتٍ قِيلُـهُ القِيـلُ
لذَاكَ أَهْيَـبُ عنـدي إذ أُكلَّمُـه
وقيـل إِنـكَ مسبـورٌ ومسـؤولُ
من ضَيْغَمٍ من ضِراءِ الأُسْدِ مَخْـدَرُه
ببَطْـنِ عَثَّـرَ غِيـلٌ دونَـه غِيـلُ
يَغْدُو فيَلْحَمُ ضَرغاميْـنِ عَيْشُهمـا
لحمٌ من القـومِ مَعْفُـورٌ خَرَاذِيـلُ
إذا يُسَـاوِرُ قِرْنـاً لا يَحِـلُّ لـه
أن يترك القِـرْنَ إلا وهـو مفلـولُ
منه تَظَلُّ حَمِيرُ الوَحْـشِ ضامـزةً
ولا تُمَشِّـي بِـوادِيـه الأَرَاجِيـلُ
ولا يَـزالُ بِـواديـه أخـو ثِقـةٍ
مُطَرَّحُ البَـزِّ والدِّرْسـانِ مأكـولُ
إنَّ الرسـول لنـور يستضـاء بـه
مهنَّـدٌ من سُيُـوفِ الله مسلـولُ
في عُصْبةٍ من قُرَيشٍ قـال قائلُهـم
ببَطْنِ مَكَّةَ لـما أَسْلَمـوا زُولُـوا
زالوُا فما زال انكـاسٌ ولا كَشَـفٌ
عنـد اللِّقَـاءِ ولا ميـلٌ معازيـلُ
شُـمُّ العَرَانِيـنِ أبطـالٌ لَبُوسُهـمُ
من نَسْج داودَ فِي الهَيْجـا سَرَابِيـلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لـها حَلَـقٌ
كأنّها حَلَـقٌ القَفْعـاءِ مَجْـدُولُ
يَمْشُون مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهم
ضَرْبٌ إذا عَـرَّدَ السُّـودُ التَّنابِيـلُ
لا يفرَحـون إذا نالـت رِماحُهـمُ
قوماً ولَيْسُـوا مَجازِيعـاً إذا نِيلُـوا
لا يَقَـعُ الطعْـنُ إلاّ فِي نُحُورِهـمُ
ما إنْ لهم عنِ حياضِ الموتِ تَهْليـلُ
**********************
ارجوا ان تعجبكم فهي في مدح الرسول
هذه القصيدة سببها ان شخص قام بهجاء حبيبنا محمد فامر الرسول بسفك دمه و قد رفض الناس
حمايته خوفا من جيش المسلمين فقرر هذا الشخص الذهاب الى ابن عمه زهير ابن كعب
فذهب ابن كعب الى الرسول الكريم يستسمحه و اول ما دجل عليه اخذ بقول القصيدة
و ما يلاحظ فيها و قوفه على الاطلال و هذا كان موجودا في كل القصائد
و عندما اكمل ما القصيده خلع بردتة و البسها لحبيبنا فسميت بذلك البرده
و قد عف الرسول الكريم عن الشخص الذي هجاه