لم تكن نوال الا عنقود عنب شهي قاده القدر الى قلبي , كنت واياها نشترك في السن( اربعة عشر عاما) وفي المدرسة عينها , وفي الجوار بنفس الحي الشعبي.
كانت نوال بشكل "باربي العجيبة " شقراء ذات عين خضراء و شفتين باحمرار الشفق, ونحيلة مثلي كأني واياها شعاعي شمس او وميض قمر...
كانت نوال أول تجربة لي في الحب , اختبئت لها في كل الامكنة , وطاردت خيالها في كل الازمنة, أحيانا أتبعها و هي تحمل خبز الدار الى الفران وأحيانا أختبأ قرب المزبلة , وانتظر حتى تنتهي من رمي ما في يديها , لاتأملها تأمل اللهف العطش.
وأحيانا أتمدد على حائط السطح المجاور لبيتهم , علني أسمع صوتها , لكني عندما أتواجه واياها , أحس بدوار عجيب وبركبتي فاشلتين , وبغمامات تحجب رؤيتها عني.
لكني في النهاية تشجعت وتسلحت بالشجاعة ما يكفي , طرقت بابهم وطلبتها لسؤالها عن غموض في درس الامس, منحتني أمها فرصة الدخول, وكانت فرصة لا تعوض , اذ بمجرد دخولي عليها وهي في ثياب شفافة , أن قبلتها مباشرة مستعجلا وهي مستغربة, قلت لها " أحبك " ومنحتها وردة بلاستيكية حمراء.
وغادرت في عجل دون أن أترك لها فرصة التعليق....
سمعت طرقا في الباب , ظنت أن ساعتي اقتربت , خفق قلبي بقوة, الى درجة أني خلته راحل من مكانه.
فتحت أمي , سألتها عني, منحتها اذن الدخول , ووجدتني في لون البندورة" , قبلتني وأعادت الي الوردة البلاستيكية وقالت لي" أحبك"
رميت ماعلي ورقصت , و بعدها صرنا نتبادل الرسائل والقبل ونخترع الالاعيب والحيل لنتقابل ونلعب لعبة حبيبين بحق وحقيق.
قرننا في النهاية أن نستمتع ببعضنا , بعيدا عن أعين العائلة واقترحت عليها الذهاب معي الى بيتنا الاخر- وما تلك الا كذبة بيضاء-
حان الموعد , وفكرت مليا في مكان لا تصله اعين الناس , واقترحت عليها زيارة قبر جدتي أولا
فوق أحد القبور كنا نقبل بعضنا بحرارة ونبكي على روح المرحومة , نوال صدقت كذبة القبر وبكت بصدق جدتي المزعومة وأما انا فماكنت أبكي غيرهذا الحب اللذي جمعني واياها في مقبرة!!!ا