اجـــــتيـــاح : الصقر
في ظلام الليل الدامس حلقت طائرات العدو لتستفز السماء وكل من على الأرض لتتزاحم في أجواء المخيم معلنة حالة الظلم المهيب على أبناء هذا المخيم ,,هذا بالإضافة إلى دباباته التي دخلت لتضاجع زقاق المخيم عنوة لتمارس كل أنواع البطش والعنف والقسوة ومن دون أخلاق
ولا اعتراف بأي مواثيق دولية أو حقوق إنسان ,,,
باللغة العبرية الحقيرة كانوا يتحدثون جنود الاحتلال عن نيتهم لقتل كل ما يتحرك على الأرض فتراهم كالكلاب المسعورة يتنقلون وفي قلوبهم ألف معنى للخوف لطالما يحبون الحياة ,,كلاب مسعورة تحاول النيل من مخيم تسكنه الأسود والفهود فهل ستفعل ما تريد ؟؟؟
اسمه احمد فنان تشكيلي ومقاوم فلسطيني ينتمي لكتائب شهداء الأقصى والذي لم يبلغ من العمر عشرون عاماً ,فقد رسم لوحة فنية قبل استشهاده ببضعة أيام كتب عليها الشهداء أكرم منا جميعا ,ففي يوم الاجتياح قرر بان يكون من هؤلاء الأكرمين ليدافع عن عرينه بكل شراسة وبطولة فطلب من صديقه بان يتقدم معه ليكون على مقربه من جنود الحقد الصهيوني حتى يتمكن من أصابتهم إصابة مباشرة ,,فتسلل احمد ورفيقه وباشرا بعزف أجمل لحن أزيز الرصاص حتى وصلا للمنطقة التي يريدوها ليقابلوا جنود العدو وجها لوجه والذي كان يتحصن في بيت احد أقارب احمد ,رغم علم احمد ورفيقه جيدا بان وصولهم لهذه المنطقة يعني موتهم ولكن إصرارهم أصر على فعل هذه المواجهة ورسم أسمى معاني الشجاعة ومقابلة وجه الرحمان ..
ستون رصاصة يحمل كلا منهما في سلاحه وهذا لن يمكنهم من خوض معركة مع جنود الاحتلال بالشكل المطلوب فعندما وصلا بقى من الرصاصات ثلاثون لكل منهما فاخذ احمد يطلق كل دقيقة رصاصة من عدة أماكن , هذا ما جعل عجز الاحتلال ودباباته من تحديد مكانه جيدا بينما أطلاق النار من دبابات العدو وجنوده كان بشكل جنوني, حتى الطائرات لم تستطع قتله لأنه بين جنودهم فخوفها كان سيد الموقف بان تخطا الهدف وتصيب الجنود ,أما رفيق احمد فانه امتنع عن أطلاق النار لان مكانه قد كشف لهم فاخذ يرشد احمد على كيفية الحفاظ على نفسه والصمود أكثر والتصرف بحكمة ,, نفذت ذخيرة احمد ليشاء الله بان يتم تحديد مكانه عندما أطلق أخر رصاصه من سلاحه فقامت دبابات العدو بضرب قذيفتين محرمات دوليا فالأولى أصابت احمد إصابة مباشرة لكنها لم تقطع أنفاسه الأخيرة فما زال احمد يتنفس ولكن ما أرادت القذيفة الثانية هذه الأنفاس فقامت بقطعها ,,توقفت عقارب الساعة بيد احمد في تمام الساعة الخامسة والسبع دقائق فجرا ليسقط احمد شهيدا ,,ليتم باليوم الثاني تشيع جنازته إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمخيم البريج ................
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال
تاريخ الاستشهاد 8_1_2008
والاسم احمد خلف .......