بكى قلبي ،، قبل أن تبكي عيني ،، كيف أصدق أنني فقدتها ؟؟
لا أحتمل أن أسمع هذا ، فأنا أغار عليها و هي معي من نفسي ، كيف لي و أنا
أراها مع رجل غيري ،
أنا الذي احببتها و نحن في عمر الزهور ، كبرنا و كبر الحب في قلبينا
و كل يوم أكبر من السابق .
عرفتها و أنا ادرس السنة السادسة إبتدائي ، فهي أخت صديقي ، تعلق قلبي بهواها
من أول نظرة ، لم أكن أعلم ما يخبؤه لي قلبها ، القبول ؟ أم النكران ؟
الا بعد اربع سنوات من الحب السري ، فقد فضحتها نظراتها الي ،
صحيح من قال أن الحب يكتب من نظرة واحده *** والدليل حالي بعد ما لحظة عيني وجودكسحرتني من غير نفث ولا تعويـذه و لا عقده *** وعطلت عندي التفكيـر الا في حـدودككان الكل يعلم بحالنا ، عائلتي و عائلتها ، صغيرها قبل كبيرها ،
لا و بل حتى الجيران و اهل القرية ،،، كلهم فردا فردا ، الكل يعلم بـ(
حب مراد لزينب و حب زينب لمراد)
كل شيء جرى على أحسن من الحسن ، حتى جاء ذاك اليوم ،
أنهيت فيها دراستي ، صار لزاما عليا الذهاب لتسوية وضعيتي مع حكومتي،
نعم سنتان من البعد ، فالخدمة العسكرية واجب على كل فرد ، لم يكن لي حل ثاني
سوى الذهاب .
كثر خطاب حبيبتي ، و من يتقدم يقابل بالرفض التام منها و من أهلها ، فالكل يقول في قرارة نفسه،
مراد لزينب و زينب لمراد .
- مرت أيام و ايام ،، ذهب أبوها لأخي الكبير طالبا منه ترسيم الأمر و حسمه ،
فالخطاب يقابلون بالرفض لكن لأي سبب ؟؟
فهم لا يعلمون السبب اصلا ، فزينب ليست مخطوبة رسمياً ؟
طلب منه هذا حتى يكون لأبوها حجة يقابل بها أي عريس يتقدم ،
فهو لم يكن برافضي بل كان يحبني كثيرا كإبنه أو أكثر
-
أخي العزيز لما فعلت هذا ؟ ألم تفكر في اخيك الصغير قبل أن تقولها ؟
ألم تأتي صورتي في مخيلتك حين قلتها ؟ و لأي سبب اصلا قلتها ؟
أبوها أتى لأخي لانه هو ولي أمري بعد وفاة والدي (
رحمة الله عليه )
كان رد أخي قاس جدا قال له :
أخويا أنا يتزوج من عندكم ؟ هل انت في عقلك ؟
و من ،، إبنتك زينب ؟ يا حاج ارجع لعقلك و فكر ، فتياة القرية يتمنين رجلا مثل أخي،
و لصديقي بنت هي
حورية من حور الجنة ، هي أنسب عروس لأخي ...
كانت هذه أخر كلمات سمعها والد زينب قبل ان يغمى عليه و يؤخذ الى المستشفى
كرهني جميع أهل زينب ، كلهم بدون سبب ، لم أكن أعلم شيئا من الأمر و أن في غربتي ،
حتى هـي كرهتني ، لم ألمها على هذا فلو كنت مكانها لربما فعلت نفس الشيء ،
عدت الى القرية و كلي آمال و أحلام ، أين سنقيم الفرح ، كيف سيكون الفرح ،
هل اشتاقت لي زينب ؟ هل .. و هل ...
عدت للبيت و لم اكن اعلم شيء بعد ، و في اليوم الثاني ذهبت الى المستشفى ،
ذهبت لآخذ حقنة فقد كانت بي حمة خفيفة، يا لها من مفاجأة انها (سمراء)
أخت حبيبتي الصغيرة ، فرحت برؤتها على الأقل ستخبرني بأخبار زينب ،
لكن ما إن رأتني حتى همت مهرولة ، و الدموع تتحقن في عينها ؟
إستغربت كثيرا و لحقت بها مسرعا ، أمسكت معصمها بقوة غير مقصودة ،
و بادرتها بالصراخ : ما حل بك ، لماذا تهربين و كأنك رأيت شبحا ؟
قالت (و الدموع تذرف من عينها) : أتركني ،، أتركني أيها الجبان ..
- كلمة قسمتني نصفين ،ن دمرتني بها على الرغم من صغر سنها ، لماذا تقول هذا
و هي في آخر لقاء جاءتني بهدية من زينب و كانت تضحك .
سألتها عن زينب حالها و أين هي ؟
ردت قائلة : أتسأل عن زينب الآن ؟ و ضحكت ضحكة صفراء ..
زينب بالداخل عند الطبيب ،،
لم أتركها تكمل كلامها و هجمت عليها ،،
قائلا: زينب في المستشفى ؟ ما بها ؟ أهي بخير؟ كيف حالها الآن ؟أبها حمى؟ أبهي تعبى؟
إنطقي هيا انطقي
سكتت هنيهة و قالت : لا جاءت من أجل فحص ،، فهي حامـــل ....
- أحسست ان قنبلة انفجرت بوجهي ، غشاوة بيضاء حلت بعيني ، ركبتي على الارض
كان اتعس يوم في حياتي ،
ماذا فعلت في هذه الدنيا حتى أجازى هكذا ؟
العرق يتصبب بجسمي من كل حدب و صوب بعدها لم اعلم ما حل بي لأني
حينما افقت ،، كنت بغرفتي
أمرت أمي أن تضع لي لنقاط على الحروف ،، أبت لكني أصريت عليها ،، و الدموع تنزل من عيناي
حينها عرفت كل شيء ،، لم ألم سمراء حينها على ردت فعلها تجاهي،
حدود فكري كانت عند أخي ،
لم أنم ثلاث ايام متتالية و لم اذق فيها طعم الرائحة ، و في أول مقابلة لي معه
لم أتمالك نفسي ، و كأني وحش ضاري هجم على فرسته ، أنه أخي نعم أخي الكبير
هشمت عضام جمجمته دون رحمة و لا شفقة و كأن الذي تحتي هذا ليس أخي ،
و لولا تدخل اخوتي لكنت قتلته ،،
علم حينها أنني اذا بقيت دقيقة واحدة في البيت يمكن ان ارتكب جريمة ،،
حملت حقبيتي و خرجت من البيت ، مسافر بلا عنوان ،،
علمت زينب بكل شيء ، و نبش الجرح ثانية ، لم تعد تأكل و لا تنام و تسكت عن البكاء ،
حتى و هي في ذمة رجل آخر ،، هل أستحق كل هذا الحب منها ؟ و أنا الذي خنت في نظرها ؟
طالت فترة غيابي عن البيت ، لا اخوتي و لا امي و لا احد يعرف عن مراد شيء . . .
............ها أنا احكي لكم حكايتي و قد مر على خروجي من البيت سنتان
توفيت زينب بعد ولادة إبنها الأول ،،
عدت للقرية مرات كثيرة ،، و كل ما زرتها أذهب الى محل احد اصدقائي
متحججا بأني أزوره ، لكن الحقيقة هي حتى أرى إبنها الصغير (مراد)
فمحله مجاور لبيت زوجها
فكلما رأيته أرى فيه روح أمه ، و ابتسامتها ، و خفت دمها ...