واغربتاه ! أمالي اليومَ من أحدٍ
أشكو إليهِ جراحاتي العميقاتِ ؟
واغربتاه ! فأرضُ العمرِ قاحلةٌ
والغيمُ ما إنْ بهِ غيرُ الملماتِ
رباه هذا نزيفُ الجُرْحِ أرهقني
وملَّ قلبيَ موَّالَ المواساةِ
إنّي رأيتُ دروبَ العمرِ مظلمةً
والنفسُ في وجلٍ تطوي المسافاتِ
أبكاني الدربُ ممتدًا ، وقد رًسِمتْ
أمامَ عينيَّ أحلامُ النهاياتِ
وحدي أسيرُ وأحزاني تثبطني
والحلم ولَّى ، ولم يسمعْ نداءاتي
من كلِّ ناحيةٍ جرحٌ يناوشني
وخافقي هاتفٌ : " ربَّ السماوتِ ! "
غريبةُ الدارِ .. لا صحْبٌ ، ولا وطنٌ
سجينةٌ بين أنيابِ المعاناة!
رباه! ما حيلتي ؟ هل للأسى أمدٌ ؟
فينقضي كانقضا طيفِ المسراتِ
ذاك الذي أحرقَ الآمالَ في كَبدي
وانسلَّ مصطحبـًا كُلَّ الطموحاتِ
أواه! ما صدحت في الكونِ صادحةٌ
أو رددّ الطيرُ ألحانـًا شجياتِ
أواه ! ما أشرقت شمسٌ وما غربتْ
أواه! مقدار أحلامي العريضات !
أواه! ياقسوة الآلآم إنْ نُشِرتْ
في لحظةِ الحُزنِ مطويّ الجراحاتِ
كأنّما النارُ في الأضلاع مضرمةٌ
تكادُ تحرقني .. لولا ابتهالاتي !
ماذا جنيتُ من الدنيا ...فوا أسفي !
ماذا جنيتُ لياليَّ الحزيناتِ؟
ماذا جنيتُ فواقلباه من شجنٍ
ومن همومٍ وأحزانٍ مميتاتِ
فلا تلوما ، فإني لستُ ضامنةً
جدوى الملامِ ، ولا جدوى المواساةِ
مهما أبنتُ فلا لا لن تفهما شجني
أو تعلما بالجراحات الحفيّاتِ
كأنَّ قلبي صريعٌ ، مات من كَمَدٍ
والروحُ في مأتمٍ ، تبدي النياحاتِ
واللهِ لولا يقينٌ أو بقيتُهُ
ظننتُ عيشيَ من إحدى الحماقاتِ!