كانت وردة ولا كل الورود
في تربة خصبة رطبة
بهية زكية..توحي بالفرح والمرح...تتباها بحسنها وجمالها
كل من يتأملها يعجب بها ..فيلقي عليها الثناء والمديح
ولكن.
.
.
إذا إقتربوا منها وحاولوا قطفها
لذغتهم أشواكها فيتولون عنها مدبرين
وظل الحال على ماهو عليه
.
.
إلى
أن مر بالوردة معجب غريب ..أسمعها أرق الكلام المعسول المسموم..فأشغفها حبا وجنون
وأصبح في لحظات ..أغلى مافي الوجود بعد أن إخترق الإعجاب الحدود
فخشيت الوردة فراقه وهجره إذا ما آذته بأشواكها
فقررت الحمقاء التخلي عنها
والسماح له بقطفها
ففعل بكل سرور..فهو كما قال يبادلها الشعور
فقطفها وراح يمشي ويتبختر
ويستمتعان بأحلى اوقات العسل
ويتكلمان عن الماض والحاضر والمستقبل
وعما يحبان ويكرهان...وما يريدان وما ينويان
لكن
الوردة بدأت تتعب وتذبل ..فهي بقية بعيدة عن تربتها لزمن طويل
فهمست له في لطف واستحياء..هل لك أن تغرسني في بيتك الجميل
ساعتها ...لمح الغريب علامات الذبول
فقال لها إن غرسها مستحيل
ذلك أن في بيته وردة مغروسه
وسرعان ما أدركت الوردة الكذبة في ثغره
وعلمت المسكينة أنها قد خدعت به
وبعد عتاب مرير وتبادل للتهم قال لها:
أنت من نزعتي أشواككي
ولم أكن لأقترب منكي لو لم تفعلي
فتوقفت الوردة عن الكلام..ودخلت في صمتها الأليم
فمل الغريب منها ورماها في مقبرتها
على قارعة الطرق
وأصبح كل من يمر بها يدوسها أو يقذفها
فهي مجرد وردة مخدوعة مجروحة
هي مجرد وردة ذابلة
هي مجرد وردة فقدت أشواكها
فأصبحت منذ تلك الساعة عبرة لكل الورود