عند قراءة حياة "سعاد حسني" ستشعر أن من أطلق عليها لقب "السندريلا" لم يكذب ، فمثلما تأتي قصة "سندريلا" حول فتاة ، فقدت الأم ، و تزوج والدها من امرأة لديها فتاتين ، أخذتا تُعذبان "سندريلا" ، بعد وفاة الأب ، و مثلما شعرت "سندريلا" بالحرمان ، شعرت به أيضاً "سعاد حسني" ، و هي في عمر خمس سنوات ، حينما انفصلت الأم "جوهرة محمد حسن" عن الأب "محمد حسني البابا" فنان الخط السوري المعروف ..
و مثلما شعرت "سندريلا" بسعادة ، حينما أتتها ساحرة ، جالبة معها الملابس و الجواهر الثمينة لتستطيع "سندريلا" الذهاب إلى حفل الأمير ، جاءت السينما لتضرب بعصاها السحرية ، و تتحول "سعاد حسني" – مثل "سندريلا" – إلى نجمة ، و لكن هذه المرة في سماء الفن ، فترقص ، و تُغني ، و تُمثل ، و نضحك معها في "اشاعة حب" ،و نبكي معها في "الزوجة الثانية" ، بل و نبكي عليها في المشهد الختامي من "شفيقة و متولي" ..
و حينما رأيناها كضحية على الشاشة صدقناها بجميع حواسنا ، فقد كانت ضحية الطيش في "الثلاثة يحبونها" ، و ضحية الهلاوس في "بئر الحرمان" ، و ضحية القهر في "الكرنك" ، و ضحية الحب في "الحب الضائع" ..
و مثلما دقت الساعة لتُنبه "سندريلا" أن منتصف الليل قد جاء ، و يجب عليها العودة سريعاً ، و ترك حفل الأمير ، دق خبر وفاة السندريلا "سعاد حسني" فجأة أيضاً على آذان و قلوب الكثير من عُشاقها ، و كان ذلك بالتحديد في يوم 21 يونيو 2001 ..
لن ننسى بالتأكيد هذه الساحرة الصغيرة ما حيينا ، و جمهورها و عُشاقها بالتأكيد لن يُمسكوا السكين ليقتلوا ذكراها و يدفنوها في قلوبهم ، و يجعلوا من "سعاد حسني" ضحية ، مثلما رأوها على الشاشة ،و السبب في ذلك لأنها ببساطة لا تزال تعيش في وجدان جمهورها ، مثلما ستعيش في وجدان الأجيال القادمة ..