هو شاب كان ينعم بحياة هادئة مطمئنة له أحلام يسعى ويطمح لتحقيقها ومتفائل كثيرا بالخير والمستقبل ويملك عزيمة قوية وإرادة تجعله يتحدى كل الصعاب والعوائق التي تقف في طريقه,وإبتسامته الدائمة تملأ محياه كان سعيدا بحياته وراضيا بعيشته البسيطة المتواضعة وكيف لايكون سعيدا وهو مؤمن بالله أشد الإيمان وأفعاله تدل على إيمانه القوي,كان يقوم بأداء الفرائض وأفعال الخير ويجتنب ويبتعد عن الكثير من النواهي والمحرمات والتي كانت يمارسها ويقوم بها أصدقائه وأولاد الحي وهم في حيرة من أمرهم عن سبب تجنب صديقهم لأفعالهم تلك؟ومتعجبين عن سبب سعادته؟فطبعا لم يعرفوا سبب ذلك لأنهم لم يتذوقوا طعم وحلاوة الإيمان وكما قال أحد الحكماء:للسعادة تلاث أبواب ابرزهم الإيمان بالله.
وبعد مرور أشهر ليست بالقصيرة تغيرت حياة هذا الشاب رأسا على عقب فقد كل شيء وتحول من إنسان متفائل بالحياة إلى متشائم, والأمل الذي يعيش عليه إلى يأس,وأحلامه إلى أوهام,وإرادته إلى فشل,حتى إبتسامتها غابت عن شفتيه أصبح يحس بالضياع والتشرد وأنع عالة على المجتمع(زايد ناقص) لافائدة من وجوده على هذا الكون ووجوده كعدمه.........
وصل به الإحباط والكآبة إلى درجات قصوى ففكر في الإنتحار معتقدا أنه الحل للخلاص .....ولكونه جبان لم يقوى على فعل ذلك رغم إختلاف وتنوع طرق الإنتحار,فتخلى عن هذه الفكرة السلبية وحمد الله أنه لم يُوَفَقْ فيها لأنها تؤدي الى الهلاك وليس الخلاص.
ثم بدأ صديقنا هذا يفكر بالإيجاب عن سبب تحول حياته وفقدانه للسعادة وحل التعاسة بدلا منها,بدأ يدقق ويطرح على نفسه أسئلة ويبحث لها عن أجوبة! لم يجد جوابا مقنعا لتحول حياته وأصبح مهموما أكثر من السابق وشارد الدهن وشغله الشاغل هو إدراك ومعرفة الحقيقة.
فكر في أن يحكي قصته لأحد أصدقائه أو أقربائه عل وعسى يجد عندهم جوابا لسبب تعاسته,لكن سرعان ماغير فكرته هاته لأنه لم يشأ أن يبوح بأسراره لغيره وهذه طبيعته أصلا كونه إنسان يحتفظ بأسراره لنفسه.
وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة والساعة تشير إلى الواحدة وقف أمام النافذة يتأمل ويتألم لحاله حتى تألم الألم لتألمه ويده تمسك فنجان القهوة فقد كان مدمنا على شربها ورغم أن الساعة متأخرة لكنه بقي مستيقضا لم يأتيه النعاس أحس بفقدان الرغبة في كل شيء.. ثم اتجه نحو رف باحثا عن كتاب يقرأه أو مجلة يتسلى بها,وجد هناك مصحف تناوله ومسح الغبار الذي كان يعمه وقال في نفسه قد مر زمن طويل لم أقرأ فيه كتاب الله وفتحه وأول مابدأ في تلاوة الذكر الحكيم توقف بعد بسم الله الرحمان الرحيم (نسو الله فأنساهم أنفسهم) صدق الله العظيم.