يقول احمد حلمي في حواره مع «الشرق الأوسط»: عندما شاركت المطرب محمد
فؤاد في فيلم «رحلة حب» وحقق نجاحا جماهيريا كبيراً لم أضع شروطا صعبة أمام
المنتجين حتى أقدم أعمالي التالية لأنني كنت اهتم فقط بأهمية العمل الذي
أقدمه والدور الذي العبه بعيدا عن التفكير بمسألة الأجر لان مسألة المال لا تعنيني
وطالما احصل على اجر يخولني أن أعيش بشكل محترم فلا أفكر في المغالاة.. فما
فائدة ان احصل على اجر يلتهم نصف ميزانية الفيلم وفي النهاية أجد العمل مشوها
وضعيفا ومفككا غير الذي قرأته في السيناريو.
أنا اعتبر فيلم «ميدو مشاكل» مع شيرين أول بطولة حقيقية لي في السينما
والفيلم كان من تأليف احمد عبد الله ومن إخراج محمد النجار .. وفي الحقيقة ان
بطولة فيلم مسؤولية كبيرة وقد جاءت بعد ان طلبها مني كثيرون من داخل وخارج
الوسط الفني.. وحتى من الناس في الشارع الذين كانوا يقولون لي: اعمل فيلم
باسمك.. كانت الجملة تتردد كثيرا في ذهني حتى تمالكت نفسي واستجمعت
شجاعتي ووافقت على التجربة من خلال فيلم «ميدو مشاكل» رغم أنني قدمت
أكثر من تجربة سابقة في بطولات مشتركة وكنت سعيدا جدا بها لأنها كانت ناجحة
ومؤثرة في حياتي وشهرتي ومشواري الفني. يواصل حلمي : كنت مرعوبا وقلقا
وخائفا من هذه التجربة إلى أقصى درجة رغم أننا حشدنا لها كل مقومات النجاح من
قصة جيدة ومخرج كبير ومنتج يصرف على العمل بسخاء وفريق عمل على مستوى
جيد. وأضاف: لا أنكر ان تجربتي السابقة في فيلم «عبود على الحدود» مع الراحل
علاء ولي الدين كانت تجربة جيدة ورائعة وأفادتني كثيرا. أما تجربتي في «عمر
2000» من إخراج احمد عاطف فكانت من اجل التحدي وكنت أنا ومنى زكي نعلم
جيدا أن الفيلم قد لا يحقق أي إيرادات تذكر في دور العرض وقلنا ذلك للمخرج احمد
عاطف الذي تساءل بدهشة. ولماذا تقومان بتصويره؟ فقلت له ان الأدوار حلوة
وجديدة وكان لدي الرغبة الجامحة في ذلك الوقت لتقديم عمل جيد من هذا النوع.
نجاح «ميدو مشاكل» وضع احمد حلمي في مقدمة نجوم الكوميديا وأكد انه يمكن
الاعتماد عليه في تحمل المسؤولية والقيام بادوار البطولات .. يقول احمد حلمي في
اعترافاته إن الفنان معرض للنجاح أو الفشل.
اعترف احمد حلمي انه كان سعيدا للغاية من الجملة التي كتبها الناقد د. رفيق
الصبان بأن احمد حلمي «بيتر سيلرز السينما المصرية لو أراد» مشيرا إلى انه كان
سعيدا بهذه الجملة. ورغم النجاح الكبير الذي حققته إلا أنني لا اعتبر نفسي نجماً
ولا أرى حاجة في رفع أجري الى حاجز المليون كما يفعل البعض.
وأضاف أنه لا يرى مانعا في مشاركة زوجته منى زكي عملا سينمائيا في حال توفر
النص الجيد مثلما حصل في فيلم «سهر الليالي» الذي كان نقطة تحول جديدة
للسينما المصرية ولكل أبطاله لأننا قدمنا فيلما رائعا ومختلفا في الشكل والمضمون
والإطار الدرامي عما هو سائد على الساحة السينمائية في ذلك الوقت وحصلنا من
خلاله على عشرات الجوائز خاصة جائزتي التمثيل رجال ونساء التي كانت تمنح لنا
كفريق عمل واحد دون ان تمنح لفنان أو فنانة بمفردها.
في فيلم «سهر الليالي» كان من الصعب ان ارفض الدور الذي قدمته بعد ان رشحت
له لان الفيلم كان بطولة جماعية ومكتوبا بشكل جميل وقد شجعني على قبوله
فكرة البطولة الجماعية، وكان كل دور في الفيلم له قصة ومعنى ومساحة تجعل
الممثل يبدع وقد أحببت دوري فيه بسبب توفر المشاعر الخفية في طياته. وساعد
على نجاحه أيضا وجود مخرج دقيق يلم بكل تفاصيل الشخصية التي كتبها المؤلف
تامر حبيب وهو المخرج هاني خليفة.
فيلم «صايع بحر» اعتبره نوعا مختلفا على عكس شخصية ميدو التي كانت تضحك
طوال الفيلم، ولم اكن موافقا على اسم «صايع» ليكون عنوان الفيلم ولكن الرقابة
وافقت على التسمية كما ان المؤلف كان مقتنعا بها.
اختلافاتي مع المخرج والمنتج مجدي الهواري كانت بسبب وجهات النظر المتضاربة
لأنه كان يريدني «مضحكاتي» فقط وأنا أريد ان اثبت لجمهوري ان التمثيل موهبة.
وعن المشاكل الذي واجهها فيلمه الأخير وبان مؤلفه قد سرق فكرته من مؤلف
آخر .. قال حلمي : ليس لي علاقة بهذا الأمر... فالمسألة بين كاتب وآخر... وأنا
ممثل لو عرض علي فيلم أعجبني أقدمه لكني لست طرفا في الأمر... وفوجئت
بمن يقول إن أحمد حلمي سرق فكرة الفيلم.. فقد عرض علي الفيلم منذ ثلاث
سنوات وفوجئت بمشاكل حوله فقلت احتكموا على الأسبق في تسجيل فكرته
فظهر أن فيلم محمد فضل هو الأسبق.
وذكر : لا توجد منافسة بيني وبين كريم عبد العزيز لأننا نؤدي ادوارا فنية مختلفة
وكل منا له لونه المفضل، فالمنافسة بيننا في ايرادات الافلام فقط .. وربنا يرزق
الجميع وأفلأمنا تحقق إيرادات عالية وكبيرة ونجاحا فنيا وجماهيريا ونحن سعداء جدا
بها.
وأكد حلمي بان فيلمه «صايع بحر» لم يرشح له محمد سعد أو احمد السقا أو كريم
عبد العزيز قبله.. وقال: كنت أنا أول فنان رشح لبطولة الفيلم ولكن اعتذرت عنه
لأنني لم أكن متفرغا له في البداية غير انني قبلت بتصويره بعد ان تغيرت الظروف
ونجحت به أنا وياسمين عبد العزيز، وأعتقد انه من أهم الأفلام في مشواري الفني.
وتعليقا على الشائعات التي يرددها البعض بين الحين والآخر عن حياة احمد الأسرية
وعن خلافاته مع زوجته منى زكي بسبب عدم رغبتها في الإنجاب مرة أخرى، قال
احمد: «كفاية» مغالطة وكذب وافتراء على عباد الله.. أنا وزوجتي نعيش حياة
مستقرة وهادئة وجميلة جدا وابنتنا «لي لي» ملأت علينا الدنيا وملأت كل فراغنا
وهي كل شيء في حياتنا وأنا وزوجتي لا نغار من بعض فلا هي تغار من نجاحي ولا
أنا أغار من نجاحها لان أي نجاح لأي طرف هو نجاح للطرف الآخر وهي زوجة وفنانة
وتعرف طبيعة العمل الفني وأنا اقدر لها حبها للفن وطموحاتها ورغبتها في احتلال
مكانة متميزة بين بنات جيلها ولا أقف عقبة أمام تلك طموحاتها. أما ان يقال إنني
ارفض ان أقدم فيلما معها لأنها أكثر مني نجومية فهذا بعيد عن الحقيقة تماما ولو
وجدنا مثل هذا السيناريو الذي يجد كل منا دورا جيدا ومناسبا له مثل فيلم «سهر
الليالي» فسوف نقدمه على الفور.
واعترف احمد حلمي ان الوسط الفني مثله مثل أي وسط فيه «الشللية» وفيه
المجاملات ولكن أحب ان تكون حياتي الفنية والشخصية واضحة ومحترمة.
وحول اتهامه بأنه لا يقدم إلا الأفلام الخفيفة فقط .. لم ينف حلمي هذه التهمة بل
أكد بقوله : أفلامي خفيفة على القلب.. لأنها لا تفجر قضايا وإنما تحقق للجمهور
الضحك والمتعة والتسلية . أما عن الخروج من إطار هذه الأفلام فهناك فكرة تراودني
منذ سنوات أن أقدم نوعية مغايرة عنها تماما.. وليس معنى كلامي أنني ضقت
بهذه النوعية من الأفلام، بل العكس أنا سعيد جدا واشعر بسعادة حينما أرى
الجمهور يضحك على «أفيه» قدمته وأشعر أن الجمهور مثل ابنتي فأنا أسعى
لإضحاكها وعندما أنجح في ذلك اشعر بالرضا.. فالكوميديا أصعب ألوان الفنون.. لكني
أسعى للتغيير دائما من خلال ما أقدمه من أعمال، لأنني في النهاية ممثل أجد
متعة في التحول بين أنماط مختلفة من الشخصيات والأفلام، وإذا نظرت إلى الأفلام
التي قدمتها فإن هناك محاولات حقيقية للتغيير.. مثلا بعد فيلم «عبود على الحدود»
قدمت «عمر 2000» ولم يكن كوميديا وإنما ينتمي لنوعية السيكودراما.. كما قدمت
الفيلم الكوميدي الغنائي «رحلة حب» مع محمد فؤاد.. وقدمت «السلم والثعبان»
مع هاني سلامة وحلا شيحة وكان مختلفا.. ثم «55 إسعاف» الذي شهد بداية
انطلاقة الزميل محمد سعد.. وبعدها «سهر الليالي» الذي أكد على بداية البطولة
الجماعية للأفلام وبدأت السينما تأخذ بنفس فكرته في أفلام مثل «عمارة
يعقوبيان» و«حليم»، وحاليا أقدم نوعية من الأفلام المطلوبة، لكنني لن أتوقف
عندها لأكتفي بها.. بل التطوير مستمر في اختياراتي حتى لا يتعود الجمهور على
شكل ثابت في أفلامي. كما أنني أفضل أن أقدم كل فيلم بمخرج مختلف حتى لا
أقدم فيلما يشبه الآخر وأن يحمل كل فيلم روحا مختلفة وفي كل الأحوال أحب
العمل مع من أحبهم وارتاح لهم، فقد لا نكون أصدقاء لكن لا بد أن تكون بيننا علاقة
ارتياح في العمل الفني.