يكن غريبًا أو من قبيل المصادفة أبدًا أن تتناول أربعة أفلام في موسم سينمائي واحد شخصية رجل الشرطة الذي يتجاوز كل الحدود، يقتل ويعذب ويغتصب ويتاجر في السلاح والمخدرات، اعتقادًا منه أنه يمتلك سلطة مطلقة طالما أنه يرتدي الزي الميري، ولا أحد يستطيع محاسبته علي أفعاله الخارجة علي القانون.
أو كما قال خالد صالح أمين شرطة في فيلم «هي فوضي» في عبارة مختصرة: «اللي مالوش خير في حاتم.. مالوش خير في مصر» وهناك أيضًا أفلام «الجزيرة» لأحمد السقا، و«خارج علي القانون» لكريم عبد العزيز و«حين ميسرة» الذي تناول الإرهاب والعشوائيات والشذوذ وأطفال الشوارع، ولم ينس مخرجه خالد يوسف أن يصور لنا كوكتيلاً من شتي أنواع التعذيب داخل أقسام الشرطة.
لم تكن أبدًا صدفة أن تظهر هذه الأعمال في توقيت واحد، بعد انتشار «كليبات التعذيب» علي الإنترنت وتناولها في الفضائيات واستغلالها من جانب منظمات حقوق الإنسان العالمية، والتي كان آخرها قضية «عماد الكبير» الذي انتهك عرضه داخل قسم شرطة علي يد ضابط والذي حكم عليه بالسجن ٣ سنوات، لأن المحكمة راعت معه الرأفة، بالرغم من أنه لم يراع الرأفة مع «الكبير» الذي تحول إلي «صغير» بين أهله وناسه بعد ما فعل به من جريمة وحشية.
هذه النماذج الخارجة.. للأسف تسيء للكثيرين من الضباط الشرفاء الذين يسهرون ويستشهدون في خدمة هذا الوطن. وعلي هذا الجهاز الأمني الكبير أن يضع حلولاً جذرية لهذه التجاوزات، لا أن يمنع دخول «المحمول» أقسام الشرطة، وكأننا مثل «الجريح» الذي يضع علي جرحه قطنًا و«بلاستر» دون أن ينظف الجرح، وتكون النتيجة «غرغرينة» وتسمم في الجسد كله.
يجب أن ننتبه قبل أن تعم «الفوضي» «الجزيرة» المصرية إلي أن يشاء اللّه أو لـ «حين ميسرة»!!