وأعود قسرا إلى وطني
موطن الأحزان
حيث أرتدي غربتي
وأنحني لهزيمتي
حيث أدرك أني في الهوى
كنت ضحية عطف و إحسان
أعود من حيث أتيت
خافض الرأس
ذبيح همي
لا قلب يدثرني
ولا لي دار
وما لي في الهوى
أي مكان
أعود من حيث أتيت
أعود بلا ليلى
أقتفي أزمنتي التي تركت
أتوقد نزفي الذي توطنت
نزفي الذي أحياني
من بين أنقاض السراب
وجعلني بلا عنوان
أعود من حيث أتيت
ولا زلت أجهل منفاي
قد طعنني النوى بخنجره
وأغرقني الهوى
بين مده وجزره
أعود حيث أحيا بلا أمل
بلا قلبي ... بلا عيناي
حيث لا أفهم أبد الدهر
كيف تهلكني ليلاي
أعود من حيث أتيت
لأبكيها ... لأتجرع موتي
على أرض تغتالني
وترميني وراء القضبان
لأرثيها ... لأسكن سرابي
لتشتمني كل لغاتي
لتستبيح غدري كل سماءاتي
فما أفعل وأنا
موشوم على صدري
لعنتي وحزني وهواني
سأنكث بحور شعري
وسأسجن عهود الهوى
سأتلفها و أحرقها
سأنفي من أنا كنت
ومن هذه اللحظة
سأتغلغل بين الرمال
وسأدفن بها وجداني
ها قد أتيت يا وطني
يا موئل إنكساراتي
ويا غرق أمسي وحكاياتي
أتيت لك دون أوهامي
كطفل وليد
لم يدرك دنياه
وسبقته خطاياه
فتقبل مني خالص هذياني