غيابك لم يعنِ لي شيئاً ..كأنه و وجودك سواسية
فراقك لم يجرح داخلي أي ركن أو زاوية
كأنه ما كان بيننا تجربة ً لـكاتبة هاوية
أرى أنني لم أهتم لهذا الغياب
كنت معي طيفاً لحظات أبكاني
وكنت كذلك طيفاً كثيراً ما أنساني أحزاني
كنت كأساً مزج خيوط الشمس بلحظات إنهزامي
مع هذا لم أتأثر ببعدك ..لم أكتوِ من جمر العذاب
حين كنا ..يداً بيد ..زرعنا الورد بالسماء
وألهمنا المطر طريقة لجعل كل المواسم شتاء
حركنا همس القوافي ..وألبسنا موائد الغزل ثوب حياء
وحين قررت الرحيل ما إهتز دمعي لكلمة عتاب
كتبنا معاً ألف بيت قصيد ..وألف حكاية شوق
نسجنا من خيوط الفجر قصراً يُـسكننا النجم فوق
وحين تاهت أيادينا ..بات القصر كهف ..والنجم العالي أنزلق
فـ سكنا قاع الكأس ..تُغرقنا الذكريات ..تحت رماد همسٍ إحترق
حين لوحت بيدك مودعاً ..شاركتك الوداع بغير حساب
ما يؤرقني حقاً ليس في غيابك ..لكن داخلي ألف سؤال
ما دمنا كنا لا نقوى على الفراق ..لما جاريناه بغير جدال
ما دام غيابك لم يؤثر بي ..لما لازلت اسطر عنك كتاب يتلوه كتاب
ولما أنت برغم بعدك لازلت تراسلني ..تعود و تسألني ..هل البعد كان صواب
لازالت داخلي الأسئلة تأبى الأنكسار
أجبرها أن تستلم لمشيئة الله والاقدار
وفي نفسي أبحث عن إجابة لسؤال على شاطيء الإنتظار
يستلقي ..يتمرد ..يبعثر حروفه على صفحات الرمال
معها حق ..
فأنا نفسي أدرك أنه لغيابك أكبر أثر ..
لكني أكابر ..
عليّ آلاذ من نفسي بالفرار
فقد كذبت حين قلت أنني لا أهتم لغيابك ..
فقد بات غيابك سؤال بلا جواب