▐☼أجنحة مكسورة☼

زائر

هناك في الأفق، في جبال ارتمت في حضن السماء حيث ما زال الجهل يرخي أسداله على المكان، هناك حيث ما زالت المرأة مجرد أمة أو بالأحرى آلة مسخرة في خدمة الأسياد.
هناك قرر ابن شيخ القرية أن يضع حياته في مسارها الصحيح بالزواج، و كان لزاما عليه ان يختار من هي ندا له أي إنسانة ذات مكانة اجتماعية عالية و سليلة الحسب و النسب... و إلا فإنه لن يلاقي من أسرته إلا الرفض و النفور، و طبعا كان زوجته المستقبلية هي ابنة فقيه القرية، فتاة تملك تاج الفتيات البراق اللامع و هو الجمال الأخاذ و المرصع بالأخلاق العالية.
أقيم الزفاف بشكل أسطوري لم تعرف القرية مثيلا له.
دخلت الزوجة الجديدة عالما جديدا، عالم هو أشبه بعالم الأمراء العرب في عصور الجواري و العبيد.
قصر كبير يلم الكثير من النساء، فهذه الجدة و تلك البنت، و الأخريات بنات الأعمام...بينما شيخ القرية يملك زمام أمور هذه العائلات الكبيرة، فكدسها و عجنها ببعضها فكون منها أسرة كبيرة العدد، ضيقة الآفاق، محاصرة الطموحات.
دخلت ابنة الفقيه هذا العالم المليء، و هي البنت المتعلمة الوحيدة في هذا الجيش من النسوة الجاهلات فعانت الويلات من زوجها و أبيه، و حقد النساء في هذا الصرح، و رغم ذلك فلم تتأوه و لم تيأس فهي لا تزال عروسا، و الحنة التي خضبت بها يديها ما زالت حمراء في كفيها.
مرت الأشهر الأولى للزواج و بدأت تبدأ علامات الحمل، عم السرور قلب الزوج الذي سعد و هو يراقب بطن زوجته ينتفخ رويدا رويدا.
أتى اليوم الموعود، تتصبب المرأة عرقا، و يرتفع صوت عويلها.
و أخيرا خرجت الجدة تجر أذيالها، خائفة من نقل الخبر إلى ابنها و حفيدها.
لقد ولدت بنتا، و هو عار في تقاليد هذه الأسرة الجاهلة.
أقسم شيخ القبيلة أن لا يقيم عقيقة للوافدة الجديدة لأنه يعتبرها مجلب للسوء و العار.
مرت السنين و ظهرت علامات الحمل مرة أخرى، الزوجة خائفة من تكرار ولادة البنت مرة أخرى، لكن يخلق الله ما يشاء فقد كانت بنتا مرة ثانية.
قررت الزوجة أن تعيد الكرة و تجرب حظها للمرة الأخيرة، فكان ولدا... نعم ولد أعاد البسمة لشفاه امرأة لم تسعد منذ سنين.
لكن شاء الأقدار أن يودع الدنيا قبل أن تهنئ به أمه، تاركا إياها في بحر الظلمات الذي لا مفر منها.
عانت الزوجة الأمرين من أب زوجها المستبد، حولها إلى شبح امرأة، محطمة، كسيرة...
جردوها من طفلتيها، منعوا عنها الطعام... قاطعوا مكالمتها...
ذنبها الوحيد أن الله لم يرزقها بولد...
قررت قرارا لا رجعة فيه، و هو الهرب بعيدا عن هذا العالم المستبد، هذا العالم المليء ظلما و جورا...هربت إلى وجهة مجهولة، هربت بعيدا..بعيدا
لا أحد يدري إن كانت قد انسحبت من الحياة أم أن الحياة قد انسحبت منها.
المهم أنها رحلت تاركة ابنتيها تواصلان رحلة العذاب التي بدأتها أمهن خلال رحلة طويلة و هي تحاول الطيران بأجنحة مكسورة.

زائر

مشكوووووووووووورة

زائر

كل الشكر على القصة الممتعة

زائر

كل الشكر على المرور

&#9616;&#9788;أجنحة مكسورة&#9788;

▐☼أجنحة مكسورة☼