لمحبي نزار قباني

زائر

لنتعرف القليل عن نزار قباني

نزار قبانى

نزار قبانى دبلوماسى وشاعر عربى ولد فى دمشق ( سوريا ) سنة 1923 ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرج فيها عام 1945 م .
إالتحق بعد تخرجه بالعمل الدبلوماسى وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقره ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، وفى ربيع 1966م ، ترك نزار العمل الدبلوماسى ، وأسس فى بيروت دارا للنشر تحت اسمه ، وتفرغ للشعر ، وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعون مجموعة شعرية ونثرية .سنعرضهم جميعا إنشاء الله . كانت أولاها " قال لى السمراء " عام 1944م .
بدأ أولا بكتابة الشعر التقليدى ثم انتقل إلى الشعر العمودى ، وساهم فى تطوير الشعر العربى الحديث إلى حد كبير . يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعرية وفكرية ، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية . وكان ديوان " قصائد من نزار قبانى " الصادر عام 1965م نقطة تحول فى شعر نزار " حيث تضمن هذا الديوان قصيدة خبز وحشيش وقمر "
والتى انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربى ، وأثارت ضده عاصفة شديدة حتى طالب رجال الدين فى سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسى ، تميز نزار أيضا بنقده السياسى القوى ، ومن أشهر قصائده السياسية " هوامش على دفتر النكسة 1967م " التى تناولت هزيمة العرب على يد اسرائيل ، من أهم أعماله " حبيبتى " 1961" الرسم بالكلمات "1966م " وقصائد حب عربية " 1993م" .
وكان لانتحار شقيقته التى أجبرت على الزواج من رجل لا تحبه " أثر كبير فى حياته " قرر بعد ذلك محاربة كل الاشياء التى تسببت فى موتها عندما سأل نزار إذا كان يعتبر نفسه ثائرا ، أجاب الشعر : إن الحب فى العالم العربى سجين وأنا أريد تحريره ، أريد تحرير الحس والجسد العربى بشعرى ، إن العلاقة بين الرجل والمرأة فى مجتمعنا غير سليمة ".
تزوج نزار قبانى مرتين الأولى من ابنة عمه "زهراء أقبيق" وأنجب منها هدباء وتوفيق ، والثانية عراقية وهى " بلقيس الراوى " وأنجب منها عمرو وزينب ، توفى ابنه توفيق وهو فى السابعة عشرة من عمره مصابا بمرض القلب وكانت وفاته صدمة كبيرة لنزار ، وقد رثاه فى قصيدة اسمها إلى الأمير الدمشقى توفيق قبانى سنعرضها لاحقا إن شاء الله تعالى فى المنتدى ، وفى عام 1982 قتلت بلقيس الراوى فى انفجار السفارة العراقية ببيروت ، وترك رحيلها أثرا نفسيا سيئا عن نزار ورثاها بقصيدة شهيرة جدا " بلقيس " وسنعرضها أيضا إن شاء الله تعالى "
بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل بين باريس وجنيف حتى استقر به المقام فى لندن التى قضى بها الخمسة عشرة أعوام الأخيرة من حياته ، ومن لندن كان نزار يكتب شعره ويثير المعارك والجدل .....خاصة قصائد السياسة خلال فترة التسعينات مثل " متى يعلنون وفاة العرب ؟؟؟والمهرولون .
وافته المنية فى لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها 50 عاما فى الحب والسياسة والثورة
مات نزار وماتت معه كل الأساطير
متى يعلنون وفاة العرب؟؟

زائر

<LI>

- 1 -

<LI>

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ

<LI>

تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ

<LI>

تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...

<LI>

وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ

<LI>

وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى

<LI>

ككلّ العصافير فوق الشجرْ...

<LI>

أحاول رسم بلادٍ

<LI>

تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما

<LI>

فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي

<LI>

وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

<LI>

- 2 -

<LI>

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

<LI>

لها برلمانٌ من الياسَمينْ.

<LI>

وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.

<LI>

تنامُ حمائمُها فوق رأسي.

<LI>

وتبكي مآذنُها في عيوني.

<LI>

أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.

<LI>

ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.

<LI>

ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.

<LI>

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...

<LI>

تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ

<LI>

وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

<LI>

- 3 -

<LI>

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...

<LI>

تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...

<LI>

فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...

<LI>

- 4 -

<LI>

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...

<LI>

ولافائدهْ...

<LI>

فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...

<LI>

وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-

<LI>

رائحةٌ واحدهْ...

<LI>

وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ

<LI>

ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

<LI>

- 5 -

<LI>

أحاول منذ البداياتِ...

<LI>

أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...

<LI>

رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.

<LI>

رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

<LI>

- 6 -

<LI>

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.

<LI>

فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،

<LI>

وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.

<LI>

وواعدتُ آخِرَ أنْثى...

<LI>

ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

<LI>

- 7 -

<LI>

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي

<LI>

ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...

<LI>

وأنفُضَ عني غُباري.

<LI>

وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...

<LI>

أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...

<LI>

وداعا قريشٌ...

<LI>

وداعا كليبٌ...

<LI>

وداعا مُضَرْ...

<LI>

- 8 -

<LI>

أحاول رسْمَ بلادٍ

<LI>

تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

<LI>

سريري بها ثابتٌ

<LI>

ورأسي بها ثابتٌ

<LI>

لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...

<LI>

ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.

<LI>

ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

<LI>

- 9 -

<LI>

أحاول منذ الطفولةِ

<LI>

فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ

<LI>

وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...

<LI>

ليستقبلَ العاشقينْ...

<LI>

وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...

<LI>

بين الرجال...وبين النساءْ...

<LI>

وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...

<LI>

وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...

<LI>

ولكنهم...أغلقوا فندقي...

<LI>

وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...

<LI>

وطُهْرِ العربْ...

<LI>

وإرثِ العربْ...

<LI>

فيا لَلعجبْ!!

<LI>

- 10 -

<LI>

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟

<LI>

أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي

<LI>

وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...

<LI>

وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،

<LI>

وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.

<LI>

أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ

<LI>

وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...

<LI>

وبين نُهور اللبنْ...

<LI>

وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي

<LI>

فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...

<LI>

ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...

<LI>

ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

<LI>

- 11 -

<LI>

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...

<LI>

وأزرعَ نخلا...

<LI>

ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...

<LI>

أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا

<LI>

ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!

</LI>

زائر

<LI>

- 12 -

<LI>

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

<LI>

خارجَ كلِ الطقوسْ...

<LI>

وخارج كل النصوصْ...

<LI>

وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ

<LI>

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...

<LI>

في أي منفى ذهبت إليه...

<LI>

لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -

<LI>

بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

<LI>

- 13 -

<LI>

أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ

<LI>

تحدّث عن أنبياء العربْ.

<LI>

وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...

<LI>

فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ

<LI>

من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...

<LI>

فيا للعَجَبْ!!

<LI>

ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...

<LI>

وبين الرُطَبْ...

<LI>

فيا للعَجَبْ!!

<LI>

ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...

<LI>

لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...

<LI>

وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...

<LI>

وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...

<LI>

فيا للعَجَبْ!!

<LI>

- 14 -

<LI>

أنا منذ خمسينَ عاما،

<LI>

أراقبُ حال العربْ.

<LI>

وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...

<LI>

وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...

<LI>

وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا

<LI>

ولا يهضمونْ...

<LI>

- 15 -

<LI>

أنا منذ خمسينَ عاما

<LI>

أحاولُ رسمَ بلادٍ

<LI>

تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ

<LI>

رسمتُ بلون الشرايينِ حينا

<LI>

وحينا رسمت بلون الغضبْ.

<LI>

وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:

<LI>

إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...

<LI>

ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟

<LI>

ومَن سوف يبكي عليهم؟

<LI>

وليس لديهم بناتٌ...

<LI>

وليس لديهم بَنونْ...

<LI>

وليس هنالك حُزْنٌ،

<LI>

وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

<LI>

- 16 -

<LI>

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري

<LI>

قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.

<LI>

رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...

<LI>

رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...

<LI>

وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...

<LI>

فقتلى على شاشة التلفزهْ...

<LI>

وجرحى على شاشة التلفزهْ...

<LI>

ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

<LI>

- 17 -

<LI>

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ

<LI>

نتابع أحداثهُ في المساءْ.

<LI>

فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

زائر

<LI>

- 18 -

<LI>

أنا...بعْدَ خمسين عاما

<LI>

أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...

<LI>

رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ

<LI>

أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...

<LI>

ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...

<LI>

رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...

<LI>

ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ

<LI>

قصيدة حب صغيرة

<LI>

حب صغيرة

<LI>

حبيبتى , لدى شيء كثير أقوله

<LI>

لدي شىء كثير

<LI>

من أين ؟ ياغاليتى ابتدى

<LI>

وكل ما فيك

<LI>

أمير .. أمير

<LI>

يا أنت يا جاعلة أحرفى

<LI>

مما بها شرانقا للحرير

<LI>

هذى أغاني وهذا أنا

<LI>

يضمنا هذا الكتاب الصغير

<LI>

غذا .. اذا قلبت أوراقه

<LI>

واشتاق مصباح وغنى سرير

<LI>

واخضوضرت من شوقها , أحرف

<LI>

وأوشكت فواصل ان تطير

<LI>

فلا تقولى : يالهذا الفتى

<LI>

أخبر عنى المنحنى والغدير ..

<LI>

واللوز والتوليب حتى أنا

<LI>

تسير بى الدنيا اذا ما أسير

<LI>

وقال ما قال فلا نجمة

<LI>

الا عليها من عبيرى عبير

<LI>

غدا يرانى الناس فى شعره

<LI>

فما نبيذيا وشعرا قصير

<LI>

دعى حكاية الناس .. لن تصبحى كبيرة

زائر

<LI>

الا بحبى الكبير

<LI>

ماذا تصير الأرض لو لم نكن

<LI>

لو لم تكن عيناك

<LI>

ماذا تصير ؟

<LI>

ودى قصيدة لماذا

<LI>

لماذا ؟

<LI>

لماذا تخليت عنى ؟

<LI>

اذا كنت تعلم انى ..

<LI>

احبك أكثر منى

<LI>

لماذا ؟

<LI>

لماذا ؟

<LI>

بعينيك هذا الوجوم

<LI>

وأمس بحضن الكروم

<LI>

قرطت ألوف النجوم بدربى

<LI>

و أخبرتنى أن حبى يدوم

<LI>

لماذا ؟

<LI>

لماذا ؟

<LI>

تغرر قلبى الصبى

<LI>

لماذا كذبت علي

<LI>

وقلت لا تعود الي

<LI>

مع الأخضر الطالع

<LI>

مع الموسم الراجع

<LI>

مع الحقل والزارع

<LI>

لماذا ؟

<LI>

منحت لقلبى الهواء

<LI>

فلما أصاء

<LI>

بحب كعرض السماء

<LI>

ذهبت بركب المساء

<LI>

وخلفت هذى الصديقة

<LI>

هنا .. عند سور الحديقة

<LI>

على مقعد من بكاء

<LI>

لماذا ؟

<LI>

لماذا ؟

<LI>

تعود السنونو الى سقفنا

<LI>

وينمو البنفسج فى حوضنا

<LI>

وترقص فى الضيعة المسجنا

<LI>

وتضحك كل الدنا

<LI>

مع الصيف الا أنا ....

<LI>

لماذا ؟

<LI>

عودة ايلول

<LI>

لا زيت , لا قشة

<LI>

لا فحمة فى الدار

<LI>

جهز وجاق النار

<LI>

فى حلمى رعشة

<LI>

أيلول للضم

<LI>

فمد لى زندك

<LI>

هل أخبروا أمى انى هنا عندكم ؟

<LI>

ما أطيب الوحدة

<LI>

وطقطقات الشوح

<LI>

والساعد المفتوح

<LI>

وهذه الرعده

<LI>

تفرق الصبيان فى ساحة البلدة

<LI>

وصوح الوزان

<LI>

واصفرت الوردة

<LI>

لاقد .. لا زناد

<LI>

معطر الضحكة

<LI>

تلاشت الأقمار

</LI>

زائر

<LI>

فى مواطن " الدبكة "

<LI>

اجلب قنانينا

<LI>

من عتمة الرف

<LI>

تقطير أيدينا فى كرمنا الصيفى

<LI>

ياطيب ايلولا

<LI>

يلحن الابواب

<LI>

هل هذه الأحطاب كانت مواويلا ؟

<LI>

لو أدرك الحطاب

<LI>

لاثر اللينا

<LI>

من هذه الأخشاب

<LI>

كانت كراسينا

<LI>

كنا مع النسمات ترطب التلة

<LI>

ونحشر النجمات

<LI>

فى خاطر السله

<LI>

لا اه .. لا موال .. يزركش القرية

<LI>

يكحل الاجال بمجد سوريه

<LI>

اذا مضى الصيف وأقفر البيدر

<LI>

فموطنى يغفو فى بوبو أخضر

<LI>

متى ستعرف كم أهواك

<LI>

متى ستعرف كم اهواك يا املا

<LI>

ابيع من اجله الدنيا وما فيها

<LI>

لو تطلب البحر فى عينيك اسكبه

<LI>

او تطلب الشمس فى كفيك اهديها

<LI>

أنا احبك فوق الغيم اكتبها

<LI>

وللعصافير والاشجار احكيها

<LI>

أنا احبك فوق الماء انقشها

<LI>

وللعقاقير والاقداح اسقيها

<LI>

أنا احبك حاول ان تساعدنى

<LI>

فان من بدأ المأساة ينهيها

<LI>

وان من فتح الابواب يغلقها

<LI>

وان من أشعل النيران يطفيها

<LI>

يامن يفكر فى صمت ويتركنى فى البحر

<LI>

أرفع مرساتى والقيها

<LI>

كفاك تلعب دور العاشقين معى

<LI>

وتنتقى كلمات لست تعنيها

<LI>

كم اخترعت مكاتيب سترسلها

<LI>

واسعدتنى ورودا سوف تهديها

<LI>

وكم خلفت لوعد لا وجود له

<LI>

وكم حلمت بأسوار سوف اشريها

<LI>

وكم تمنيت لو للرقص تطلبنى

<LI>

وحيرتنى زراعى اين القيها

<LI>

ارجع الى فان الارض واقفة

<LI>

كأنما الارض فرت من توانيها

<LI>

أرجع الى فبعدك لا عقد اعلقه

<LI>

ولا لمست عطورى فى اوانيها

<LI>

لمن صبايا لمن

<LI>

شال الحرير لمن

<LI>

ضفائرى منذ أعوام اربيها

<LI>

أرجع كما انت صحو كنت او مطرا

<LI>

فما حياتى انا ان لم تكن فيها

<LI>

وعدتك أن لا أحبك

<LI>

وعدتكي أن لا احبكي

<LI>

ثم أمام القرار الكبير جبنت

<LI>

وعدتكي أن لا أعود ..... وعدت

<LI>

وان لا أموت اشتياقا .... ومت

<LI>

وعدت مرارا

<LI>

وقررت أن استقيل مرارا

<LI>

ولا أتذكر أني .... استقلت

<LI>

وعدت بأشياء اكبر مني

<LI>

فماذا غدا ستقول الجرائد عني

<LI>

أكيدا ستكتب أني

<LI>

جننت

<LI>

أكيدا ستكتب أني

<LI>

انتحرت

<LI>

وعدتكي أن لا أكون ضعيفاً

<LI>

وكنت

<LI>

وان لا أقول بعينيك شعراً

<LI>

وقلت

</LI>

زائر

<LI>

وعدت بالا وألا وألا

<LI>

وحين اكتشفت غبائي

<LI>

ضحكت

<LI>

وعدتكي أن لا أبالي بشعرك

<LI>

حين يمر أمامي

<LI>

وحين تدفق كالليل فوق الرصيف

<LI>

صرخت

<LI>

وعدتكي أن أتجاهل عيناكي

<LI>

مهما دعاني الحنين

<LI>

وحين رائيتهما تمطراني نجوماً

<LI>

شهقت

<LI>

وعدتكي أن لا اوجه

<LI>

أي رسالة حب اليكي

<LI>

ولكنني رغم انفي

<LI>

كتبت

<LI>

وعدتكي أن لا أكون في أي مكاناً

<LI>

تكونين فيه

<LI>

وحين عرفت انك مدعوة للعشاء

<LI>

ذهبت

<LI>

وعدتكي ألا احبك

<LI>

كيف .. وأين .. وفي أي يوم

<LI>

وعدت

<LI>

لقد كنت اكذب من شدة الصدق

<LI>

والحمد الله أني

<LI>

كذبت

<LI>

وعدت بكل برود وبكل غبائي

<LI>

بإحراق كل الجسور ورائي

<LI>

وقررت بالسر قتل جميع النسائي

<LI>

وأعلنت حربي عليكي

<LI>

وحين رئيت يديكي المسالمتين

<LI>

اختجلت

<LI>

وعدت بالا وألا وألا

<LI>

وكانت جميع وعودي

<LI>

دخانا وبعثرته في الهوائي

<LI>

وعدتكي أن لا أتلفن ليلاً

<LI>

وان لا أفكر فيكي حين

<LI>

تمرضين

<LI>

وان لا أخاف عليك

<LI>

وان لا اقدم وردا

<LI>

وتلفنت ليلا على الرغم مني

<LI>

وأرسلت وردا على الرغم مني

<LI>

وعدت بالا وألا وألا

<LI>

وحين اكتشفت غبائي

<LI>

ضحكت

<LI>

وعدت بذبحك خمسين مرة

<LI>

وحين رائيت الدماء تغطي ثيابي

<LI>

تأكد أني الذي قد

<LI>

ذبحت

<LI>

فلا تأخذيني على محمل الجدي

<LI>

مهما غضبت ومهما فعلت

<LI>

ومهما اشتعلت ومهما انطفأت

<LI>

لقد كنت اكذب من شدة الصدق

<LI>

والحمد الله أني

<LI>

كذبت

<LI>

وعدتكي أن احسم الأمر فورا

<LI>

وحين رائيت الدموع

<LI>

تهر هر من مقلتيكي

<LI>

ارتبكت

<LI>

وحين رئيت الحقائب في الأرض

<LI>

أدركت انك لا تقتلين

<LI>

بهذه السهولة

<LI>

فأنتي البلاد وأنت القبيلة

<LI>

وأنتي القصيدة قبل التكون

<LI>

أنتي الدفاتر أنتي المشاوير

<LI>

أنتي الطفولة

<LI>

وعدت بإلغاء عينيكي

<LI>

من دفتر الذكريات

<LI>

ولم اكن اعلم أني سألغي

<LI>

حياتي

<LI>

ولم اكن اعلم انكي

<LI>

رغم الخلاف الصغير انا

<LI>

وأني أنتي

<LI>

وعدتكي أن لا احبكي

<LI>

ياللحماقه ماذا بنفسي

<LI>

فعلت

<LI>

لقد كنت اكذب من شدة الصدق

<LI>

والحمد الله أني

</LI>

زائر

<LI>

كذبت

<LI>

وعدت بان لا أكون هنا بعد

<LI>

خمسه دقائق

<LI>

ولكن إلى أين اذهب

<LI>

إن الشوارع مغسولة بالمطر

<LI>

إلى أين ادخل

<LI>

إن مقاهي المدينة مسكونه بالضجر

<LI>

إلى أين أبحر وحدي

<LI>

وأنتي البحار وأنتي السفر

<LI>

فهل ممكن أن أظل

<LI>

لعشر دقائق أخرى

<LI>

لحين انقطاع المطر

<LI>

أكيد أني سأرحل

<LI>

بعد رحيل الغيوم

<LI>

وبعد هدوء الرياح

<LI>

والا سأنزل ضيف عليكي

<LI>

إلى أن يجيء الصباح

<LI>

وعدتكي أن لا احبكي مثل المجانين

<LI>

في المرة الثانية

<LI>

وان لا أهاجم مثل العصافير

<LI>

أشجار تفاحك العالية

<LI>

وان لا أمشط شعرك حين تنامين

<LI>

يا قطتي الغالية

<LI>

وعدتكي أن لا أضيع بقيه عقلي

<LI>

إذا ما سقطتي على جسدي

<LI>

نجمه حافية

<LI>

وعدت بكبح جماح جنوني

<LI>

ويسعدني باني لا أزل

<LI>

شديد التطرف حين احب

<LI>

تمام كما كنت في

<LI>

السنة الماضية

<LI>

وعدتكي أن لا أخبئ وجهي

<LI>

بغابات شعرك طيلة عام

<LI>

وان لا أصيد المحار

<LI>

على رمل عينيك طيلة عام

<LI>

فكيف أقول كلاماً سخيفاً

<LI>

كهذا الكلام

<LI>

وعيناكي داري

<LI>

ودار السلام

<LI>

وكيف سمحت لنفسي

<LI>

بجرح شعور الرخام

<LI>

وبيني وبينك خبزا وملكاً

<LI>

وسكب نبيذا

<LI>

وشدو حمام

<LI>

وأنت البداية في كل شيء

<LI>

ومسك الختام

<LI>

وعدتكي أن لا أعود ..... وعدت

<LI>

وان لا أموت اشتياقا .... ومت

<LI>

وعدت بأشياء اكبر مني

<LI>

فماذا بنفسي فعلت

<LI>

لقد كنت اكذب من شدة الصدق

<LI>

والحمد الله أني

<LI>

كذبت

<LI>

مدن الأحزان

<LI>

أدخلني حبكِ.. سيدتي

<LI>

مدن الأحزانْ..

<LI>

و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

<LI>

مدنَ الأحزان..

<LI>

لم أعرف أبداً..

<LI>

أن الدمع هو الإنسان

<LI>

أن الإنسان بلا حزنٍ

<LI>

ذكرى إنسانْ..

<LI>

***

<LI>

علمني حبكِ..

<LI>

أن أتصرف كالصبيانْ

<LI>

أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..

<LI>

و على أشرعة الصيادينَ

<LI>

على الأجراس, على الصلبانْ

<LI>

علمني حبكِ..كيف الحبُّ

</LI>

زائر

<LI>

يغير خارطة الأزمانْ..

<LI>

علمني أني حين أحبُّ..

<LI>

تكف الأرض عن الدورانْ

<LI>

علمني حبك أشياءً..

<LI>

ما كانت أبداً في الحسبانْ

<LI>

فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..

<LI>

دخلت قصور ملوك الجانْ

<LI>

و حلمت بأن تزوجني

<LI>

بنتُ السلطان..

<LI>

بلك العيناها ..

<LI>

أصفى من ماء الخلجانْ

<LI>

تلك الشفتاها..

<LI>

أشهى من زهر الرمانْ

<LI>

و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..

<LI>

و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

<LI>

علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ

<LI>

علمني كيف يمر العمر..

<LI>

و لا تأتي بنت السلطانْ..

<LI>

***

<LI>

علمني حبكِ..

<LI>

كيف أحبك في كل الأشياءْ

<LI>

في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ

<LI>

في الجو الماطر.. في الأنواءْ..

<LI>

في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..

<LI>

مساءً..قهوتنا السوداءْ..

<LI>

علمني حبك أن آوي..

<LI>

لفنادقَ ليس لها أسماءْ

<LI>

و كنائس ليس لها أسماءْ

<LI>

و مقاهٍ ليس لها أسماءْ

<LI>

علمني حبكِ..كيف الليلُ

<LI>

يضخم أحزان الغرباءْ..

<LI>

علمني..كيف أرى بيروتْ

<LI>

إمرأة..طاغية الإغراءْ..

<LI>

إمراةً..تلبس كل كل مساءْ

<LI>

أجمل ما تملك من أزياءْ

<LI>

و ترش العطرعلى نهديها

<LI>

للبحارةِ..و الأمراء..

<LI>

علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ

<LI>

علمني كيف ينام الحزن

<LI>

كغلام مقطوع القدمينْ..

<LI>

في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

<LI>

علمني حبك أن أحزنْ..

<LI>

و أمنا محتاج منذ عصور

<LI>

لامرأة تجعلني أحزنْ..

<LI>

لامرأة تجمع أجزائي..

<LI>

كشظايا البلور المكسور

<LI>

تعوّد شَعْري عَلَيك

<LI>

تعود شعري الطويل عليكْ

<LI>

تعودت أرخيه كل مساءٍ

<LI>

سنابلَ قمحٍ على راحتيكْ

<LI>

تعودت أتركه يا حبيبي..

<LI>

كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..

<LI>

فكيفَ تمل صداقة شعري ؟

<LI>

و شَعري ترعرع بين يديكْ

</LI>

زائر

<LI>

***

<LI>

ثلاثُ سنينْ..

<LI>

ثلاثُ سنين..

<LI>

تخدرني بالشؤون الصغيرَة..

<LI>

و تصنع ثوبي كأي أميرة..

<LI>

من الأرجوانِِ من الياسمينْ.

<LI>

و تكتب إسمكَ فوق الضفائرْ

<LI>

و فوق المصابيح..فوق الستائرْ

<LI>

ثلاث سنينْ..

<LI>

و أنت تردد في مسمعيّا..

<LI>

كلاما حنوناً..كلاماً شهياً..

<LI>

و تزرع حبَّك في رئتيّا..

<LI>

و ها أنتَ..بعد ثلاث سنينْ..

<LI>

تبيع الهوى..و تبيع الحنينْ

<LI>

و تترك شعري..

<LI>

شقياً..شقياً..

<LI>

كطير جريح على كتفيا

<LI>

***

<LI>

حبيبي ! أخاف اعتيادََ المرايا عليكْ..

<LI>

و عطري وزينة وجهي عليكْ..

<LI>

أخافُ اهتمامي بشكل يديكْ..

<LI>

أخاف اعتياد شفاهي..

<LI>

مع السنواتِ, على شفتيكْ

<LI>

أخاف أموتُ, أخافُ أذوب

<LI>

كقطعة شمعٍ على ساعديكْ..

<LI>

فكيف ستنسى الحرير؟

<LI>

و تنسى..صلاةَ الحرير على ركبتيكْ ؟

<LI>

***

<LI>

لأني أحبُّكَ, أصبحتُ أجملْ

<LI>

و بعثرت شعري على كتفيَّ..

<LI>

طويلاً..طويلاًكما تتخيَّلْ..

<LI>

فكيف تملّ سنابلَ شعري؟

<LI>

و تتركه للخريف و ترحلْ

<LI>

و كنت تريح الجبين عليه

<LI>

و تغزله باليدينِ فيُغْزَلْ..

<LI>

و كيف سأخبر مشطي الحزينْ ؟

<LI>

إذا جائني عن حنانكَ يسألْ..

<LI>

أجبني و لو مرةً يا حبيبي

<LI>

إذا رُحتَ..ماذا بشعري سأفعَلْ ؟

<LI>

قصيدة الحزن

<LI>

علمني حبك ..أن أحزن

<LI>

و أنا محتاج منذ عصور

<LI>

لامرأة تجعلني أحزن

<LI>

لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور

<LI>

لامرأة.. تجمع أجزائي

<LI>

كشظايا البلور المكسور

<LI>

***

<LI>

علمني حبك سيدتي أسوء عادات

<LI>

علمني أخرج من بيتي

<LI>

في الليللة ألاف المرات..

<LI>

و أجرب طب العطارين..

<LI>

و أطرق باب العرافات..

<LI>

علمني ..أخرج منبيتي..

<LI>

لأمشط أرصفة الطرقات

<LI>

و أطارد وجهك..

<LI>

في الأمطار..

<LI>

و في أضواء السيارات..

<LI>

و أطارد ثوبك..

<LI>

في أثواب المجهولات

<LI>

و أطارد طيفك..

<LI>

حتى..حتى..

<LI>

في أوراق الإعلانات..

<LI>

علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات

<LI>

بحثا عن شعر غجري

<LI>

تحسده كل الغجريات

<LI>

بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

<LI>

هو كل الأوجه و الأصواتْ

</LI>

أخوكم مشروع الحب