بعد أن خيم الظلام على المدينة و زارتها طيوف الوحدة و غطت الأرض و الأشجار حبات الثلج المتساقطة مع نسمات الشتاء المتندية و خلت الشوارع و الطرقات من المارة و غلقت المتجر
وقفت المسكينة قرب شجرة تلتمس الدفئ و لكن قساوة الشتاء لم تجعل للمسكينة مكانا على أرضها
فسارت بخطى متثاقلة على الدرب الطويل بين أشباح الظلام بملابس بالية و أقدام حافية كئيبة النظرات
نمشي على احد الأرصفة و لا تدري أين سينتهي بها المطاف فلا مؤنس لها في هذا الطريق الطويل غير أوراق الأشجار اليابسة قرب الأشجار العاتية
فأين ستصل بها خطاها ياترى و أين ستجد الفراش الدافئ و الصدر الحنون بعدما جنت عليها الحياة و ماجنت على احد
فلم يعد لها في هذه الحياة خليل و لا مؤنس إلا الوحدة
فتاة بريئة لم تحسب لغدر الزمان يوما و لم تعرف قسوة الأيام من قبل كانت تعيش بين كنف والديها
لكن ماذا أقول بعدما صادفها سوء الحض في هذه الحياة المتقلبة الأجواء
فأصبحت تمضي مع الأيام تعيش في دوامة بقلب البحر لا تجد مخرجا لها فكل في هواه لا يبحث عن مسكينة قست عليها الأيام ما دام هو يتمتع برغد العيش و كيف سيقحم نفسه في مشاكل غيره من البؤساء
اااااااااااه من الحياة و المستقبل ضباب كثيف لا تتضح لك الرؤية فيه
إلا و أنت في مغارته الظلماء المخيفة