مع إطلالة كل صباح في إفريقيا يستيقظ الغزال مدركاً أنّ عليه أن يسابق أسرع الأسود عدواً و إلا كان مصيره الهلاك ، و مع إطلالة كل صباح في إفريقيا يستيقظ الأسد مدركاً أنّ عليه أن يعدو أسرع من أبطأ غزال و إلا أهلكه الجوع .
لا يهم إن كنت أسداً أو غزالاً فمع إشراقة كل صباح يتعين عليك أن تعدو أسرع من غيرك حتى تحقق النجاح .
إن لم تكن في الطليعة فأنت في الخلف ، إن لم تكن في المقدمة فأنت تتنازل عن مكانك الطبيعي لصالح منافس آخر ربما كان أقل منك مقدرة و استعداداً و إبداعاً ، إن كنت دخلت السباق و لم تفز في المرة الأولى فلا بأس ، هذا ليس فشلاً بل كبوة ، و جميعنا يعرف أنّ لكل جواد كبوة .
الفشل الحقيقي في رأيي ليس أن تقع على الأرض لكن أن تظل على الأرض عندما يُطلب منك الوقوف ، و الفشل الأكبر هو ألا تريد أن تقف مرة أخرى .
إن كانت كبوة فعليك دراسة أسبابها و اكتشاف مكامن الخطأ و تصحيح الوضع و العودة إلى السباق بأسرع وقت ممكن و في عينيك طموح الفوز .
هذا إن كنت تريد الفوز ، و إن لم تشأ أن تكون في المقدمة لسبب ما فأنت في الواقع تعترف لنفسك و للآخرين بأنّك لست أهلاً لهذه الصدارة ، و حان الوقت لتتويج فارس جديد ، و القبول بنتائج الهرولة خلف الأمم العدّاءة .
نقلاً عن كتاب :
رؤيتي : للشيخ محمد بن راشد أل مكتوم