قصص الخيال العلمي التي تسعي الي التنبؤ بمستقبل البشر والكون والتي تسمي أحيانا بقصص المستقبل أو قصص التنبؤ هل هي مفيدة للأطفال أم أنها تبعدهم عن الواقع؟! علماء النفس يؤكدون أن قصص الخيال العلمي هي العالم المفضل للأطفال وأنها تعبر عن أحلامهم, لكن هناك تحذيرات من استغراقهم في مشاهدتها وهو مايؤكده د.وفيق صفوت مختار إخصائي التربية النفسية والكاتب في مجال العلوم التربوية النفسية..
حيث يقول إن أدب الخيال العلمي يستمد موضوعاته من الظواهر العلمية وتوقعاتها المستقبلية ويسعي الي طرح رؤي عن مستقبل الكون والانسان, ولايرمي الي توصيل معلومات علمية معينة, بل يهدف الي اشباع خيال جمهور القراء وفي مقدمتهم الأطفال, فالأفكار والرؤي والخيالات التي ترد في هذه القصص ماهي الا أحلام يسعي الانسان لتحقيقها وتجسيدها عبر الزمن, فهي تعبر عن واقع آخر غير الواقع الذي نعرفه وبذلك يتداخل الحلم مع الواقع في تناغم عجيب, الي حد اذابة جميع الحدود والفواصل بينهما فيصبح الواقع حلما والحلم واقعا
وزمان كانت قصص الأطفال ممتلئة بنوع من الخيال والمستوحي من الخرافات الشعبية وقصص التراث, أما اليوم ومع الثورة العلمية والتكنولوجية التي يشهدها عالمنا فقد أصبح الأطفال يولون اهتماما متزايدا بما يتصل بعالم الفضاء والمغامرات العجيبة وارتياد عالم الخيال ومجاهله ويعجبون بالأحداث والأشياء غير المألوفة ورغم أن قصص الخيال العلمي تنمي قدرة الطفل علي التخيل وتعود عقله علي التفكير والتأمل وتدربه علي مواجهة المشكلات, أو حلها عن طريق استخدام العقل والفكر
فإن هناك بعض الجوانب السلبية في مثل هذه القصص كما يؤكد د. صفوت لأن بعض التفسيرات الخيالية للحقائق العلمية قد تضر الطفل أكثر مما تنفعه, حيث تقدم له هذه الحقائق مشوهة وتجعله يعيش في دوامة من الأوهام.
كما أن بعض القصص الخيالية, خاصة الأجنبية, يشوبها بعض السلبيات التي قد تضر بالطفل, فهي تلغي قيمة الانسان العادي وترفع الأطفال الي محاكاة أبطال لاوجود لهم علي أرض الواقع, اضافة الي مظاهر العنف والاجرام والأعمال الخارقة للطبيعة البشرية مما يكسب الطفل انماطا سلوكية وقيما غير المرغوب فيها.. لذا يجب عند اختيار قصص للأطفال أن يكون ابطالها ممن تتوافر فيهم الخصائص الأخلاقية والسلوكية التي تتماشي مع أهداف التربية, ويري بعض الدارسين ضرورة الاقتصار علي تقديم القصص المبنية علي حقائق علمية.