في ليلة شتاء بارد جلس طفل على سريره بعد أن ودعته امه بقبلة على وجنتيه...و قد ظنت أنه سيخلد للنوم سريعآ.... بحث عن دميته المفضلة بجانب وسادته القديمة الصغيرة...لم يجدها...بحث في كل انحاة الغرفة الضيقة...لم يجدها...بكى دمعتان و دمعة...دمعة لم تنزل على خده الناعم البريء فقد جفت قبل ان تقرر النزول من مدمعه...فان راته امه ربما تغضب لأرقه او قد تستبدل دميته المفقودة باخرى جديدة...لا يستطيع تقبلها.
فأسكت عيناه و امرها ان لا تبكي و قرر أن لا يلجأ لأحد بالبحث عن الدمية...اتى بكرسيه القصير و صعد عليه محاولا النظر من نافذة الغرفة...لربما سقطت الدميه من اعلى نافذته!!!...هو يفكر لا يدري ما يفعل...لم يكن يستطع الرؤية بالكامل فهو مازال صغيرا قصير القامة...
...كل ما استطاع رؤيته هو ليل اسود و ظلام دامس لا تظهر منه سوى انوار متلألئة للنجوم بجانب نور القمر...فتخيل القمر طفل مثله و صديقا له..
فسأله القمر..لماذا لا تنم و انك لتبدو متعبا و سيعييك السهر...فقال الطفل و الدمع يلمع في عينيه و الألم يعتصر قلبه الصغير: لن أنام و لا أحد يستطيع اجباري على ذلك...لن انام قبل أن اعرف أين اختفت دميتي و اجدها...كانت معي في كل ليلة..كانت معي حتى الصباح ...وجودها بقربي يشعرني بالامان فانام و ارتاح...ببعدها المفاجيء عني...لا أجد سوى الجراح...فسكت القمر قليلآ...و نظر الى الصغير و قال: اسمع يا صديقي انا هنا أرى معظم الاشياء من تحتي و لكن صدقني لم أرى ما تبحث عنه...لا تبكي يا صديقي...فالاشياء كالبشر تاتي و تذهب...قليلا ما يكون لدينا خبر بمكانها...آه يا صديقي...تتألم من صغر سنك...فبأي حال ستصبح غدآ؟