السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
مِـنْ وَحْـِي الإِنْـتِـحَارِ
أمل بات على جدار المستحيل، يأس و اشمئزاز من الحياة.
علق مصيره على قبر العذاب، و جعل وجدانه يرقص الهوينى على حافة الهاوية، بيأس و ألم.
عزم في قرارة نفسه، الانتحار يظل أفضل الحلول، فأبواب الأمل مغلقة و النظرة الحالمة دفينة صخرة من مزيج اللامعقول. هكذا فكر.
خرج بيته، ذهب ليصلي الظهر بلقب متوعد، يتوجس اللحظة الحاسمة التي ستنهي مشوار حياته في سطور وجيزة جدا، لا يقرأ منها غير كفن أبيض سيغطيه.
بعد أربع ركعات خاطفة، ترك المسجد بقلب مفعم بالإيمان، فقصد غرفته لينهي اخر مخطط له على وجه المعمورة.
فضل أن لا يحس به أحد، انتقى سكينا حادة و صعد مشنقته دون لفت انتباه أحد. كل شيء يسير على ما يرام و كما خطط له.
نظرة خاطفة في أرجاء الغرفة، أربعة جدران فقط ستكون شاهدة على نهايته، الصمت سيد المكان، فلا شيء يقال عند النهاية. بدأ يطوق إلى تلك الدقائق المرتقبة، إنها على بعد لحظات منه.... يقترب منها شيء فشيئا.
جعل يتصفح القران الكريم في تأن، الوقت في صالحه، و لكن الزمن لم يكن في صالحه. كتب بضع ايات من الذكر الكريم على ورقة بيضاء، أسرع الكتابة، الحلم قريب منه.
الشجاعة حاضرة، الأمل مختف، و الكلمات تزداد تعقيدا في يده مع مرور الوقت....
اختتم بعد دقائق قليلة ما كتب، فأمسك بالسكين بيد مرتجفة و خائفة.
ثوانٍ خالها دهرا. أغمض عينيه في كبرياء جامح، فكر ببتر يده ففعل. بضع لحظات أخرى، أحس بموت بطيء سيعانيه، بدأ يتجول في جنبات الغرفة، يحاول تذكر الماضي رغبة منه في نسيان الحاضر.
لم يستطع تحمل الألم بصمت، أراد الصراخ و لكنه لم يفعل، هذا الأخير يعني جلبة بالمنزل و هذا سيعيق تنفيذ مشروعه بنجاح. ما العمل ؟ الألم يزداد، الموت البطيئ صعب للغاية، الحل الأنسب هو إيجاد طريقة تنهي هاته اللحظات البائسة.
فكر بعقل جريح، بتر العروق أفضل الحلول، النهاية ستأتي لا محالة و لكنه يريدها عبرة للجميع.
بسرعة فائقة فعل ما جال في ذهنه بل لحظات، بتر عروق يده و جعل يتخبط في دمائه كخروف يودع الحياة.
الألم لم يدم طويلا، إذ سرعان ما أحس بملك الموت يناديه، الحمد لله مخططه تم بنجاح، و حياته سيوضع لها حد قريبا، بل و قريبا جدا.
للحظات قليلة فكر في الماضي، هل هو إنسان أو رماد إنسان، الإسم الثاني يليق عليه أكثر، فحياته لم تكن بالمفرحة، تورطه في شرك المخدرات زاد من مأساويتها....
هل هذه حياة أستحق أن أعيشها ؟؟؟ لا أظن، الموت أفضل.
بعد هذا التفكير الأشبه بالطويل، استسلم لألمه و للحظات القليلة القادمة، إنها النهاية....