موضوع: الاعمال السينمائية الفلسطينية متى سينظر لها؟؟! الجمعة ديسمبر 07, 2007 11:30 am
متى يرى الفيلم الفلسطيني "عتمة" النور ؟
بقلم / عزالدين شلح
ناقد سينمائي
حالة فلسطينية داخلية، هي الأصعب في تاريخ الشعب الفلسطيني، في ظل الانقسام والظلام الذي يخيم على شعب يعشق الحرية، انعكست بدورها على المخرج الفلسطيني مصطفى النبيه في فلمه الروائي الجديد " عتمة " عن قصة الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني " القنديل الصغير " الذي بدء بالتحضير له، بعد أن انتهى من سيناريو محكم بعناية، ومن يمتلك سيناريو جيد قد يملك فيلماً جيداً، ومن لا يملك سيناريو جيد، لا يمكن أن يكون لديه فيلماً جيداً، سيناريو يروي قصة يوسف الشاب الفقير البالغ من العمر ثماني عشر عاما، والأميرة التي تحمل وصية والدها، بأن تحضر الشمس إلى القصر خلال ثلاثة أيام، يحاول يوسف مساعدتها، ويوصيها بأن تبدل ملابسها بملابس الناس البسطاء، لتكون بينهم، تتصفح وجوههم، ينزلون الشارع معاً، نشاهد ونستمع أحداث وتفاصيل للحياة اليومية لشعب يعيش في " عتمة " تكتشف الأميرة بأن الشمس التي تبحث عنها هي الشعب، نشاهد لا نقرأ، نعيش بالصورة ستة وأربعين مشهداً فيلماً جميلاً، فكل مشهد منسجم مع الآخر، حوار فيه دلالات وعمق في المعنى، ومواقع اختيرت بعناية، جمال طبيعة غزة، الغروب، ومشاهد ليل تتخللها الشموع، فيلم سياسي يحاكي الواقع الفلسطيني، يلمس كل تفاصيله اليومية، من قتل واعتقال وفقر وأقزام تسجل الحياة اليومية للمواطنين، تحجب عنهم الشمس ( الحرية )، وتعتبرها ملك لهم فقط، وأميرة حاكمة تعيش في قصر، لا تعرف عمق الجرح والفقر الذي يعيشه شعبها، لم يرق لمن حولها بان ينادي يوسف بالحرية، فتم اعتقاله وآخرين تحت الأرض، لكنه أشعل شعلة الحرية، وقاد من معه وتمكنوا من الخروج، والوصول إلى قصر الأميرة، هدف جميل موجه للشعب بأن القوة في وحدتكم، وللمسئولين بالنزول للشارع بتلمس الحالة، فلا قوة ولا حياة دون شعبكم، لقد ترجم المخرج وهو كاتب السيناريو الحالة الفلسطينية برمزية عالية، بلغة سينمائية جميلة، لكن السؤال هل العناصر الأخرى من ممثلين وتقنيين ( مصور، صوت، إضاءة، ديكور، مكياج ..إلخ ) ستتمكن من تنفيذ رؤية المخرج؟ ألا يستحق هذا العمل كل الدعم؟ ومتى سنشاهد شخصيات الفيلم المكتوبة على الورق تتحرك وتحيى في الفيلم وفي الواقع، لتحقق هدف نبيل ليس فقط للمخرج المبدع مصطفى النبيه، بل لشعب أنهكه الانقسام الداخلي، ليخرج من العتمة إلى النور.