يتم الزمن
صفعته يد الزمن..وموت الاب يترك نوافد البيت الطيني تهتز تحت وقع امطار الشتاء.
لاخبز في المطبخ..ولا مطبخ في البيت..اوان فخارية في كل مكان..شقوق مبعثرة عرت الجدران,فتدلى سعف النخيل المعلق على السقف,واكحلها بدخان الحطب.
وام تشبه عمر طفلة زف بها فرحا في اول يوم صوم.
لم يكن يعرف كيف يرحل الرجال..والنساء هن اكثر اهل القرية احصاءا لهدا العام..عويلهن ونياحهن شكل صورة ملامح القرية..وزاد في سمفونية الحزن,ووصلت اصواتهن قوافل الرحل العابرة للاقاليم,بحثا عن مضارب الكلأ..
وايقاع الدموع الهابطة,تفثق مختلف الاخاديد,وتتكسر عليها اوجاع الحازنات..
يركد بقدمين حافيتني وخيط من الدمع قد جف على احدى وجنتيه..مع اطفال النادبات ,يعود الى بيت ابيه المسافر في رحلة تنتهي بلا عودة.
عنوان في مقبرة
سمع صوت خاله الاشقر..الفاره الطول..وراء حائط الشوك,المسور على بيت مصنوع من القش ولبن الطين..يناديه بصوته الخشن:
_ عبد القادر!!ادهب الى بورة بزق الحمام..الغنم نفشت..
بين القبورالممسحة ببكاء السماء..ترقد تحت وريقات الطالح اصناف من الاقدام..
تنتظر متى ينسحب من فوقها داك الركام الاسود.
على عيون ناصبة تتحرك الغمامة ببطء شديد,ونحو بيت مغسل الاموات,باب بلا باب..وقبر لم تمتد اليه يد العابثين..حوله سيول ترسم الاجاعيد على وجه الارض.والطفل يسير بين الشهود الناعسة في النسيان..يحمل بين كتفيه عداب اليتم ورحلة الاب الى عنوان بعيد..بعيد..
تبسمت الاجواء وفي وجه الطفل المبلل بعرق الاخرين..وفتح البرق شفتيه,يريد ان ان يشعر الطفل بابيض الشفاه..عناية الرحمان,ويده التي لاتشبه الايادي..يد الله فوق ايديهم..يزعق الرعد..وتتكلم السماء الدامعة..يسكن الطفل الخوف,وتصبح الاشجار مجسمات للاشباح..تتوالى الضربات,ويغرق الطفل الييتم بين عقله والمكان الدي يأويه..تنكمش الاطراف ,ويدوب الجسد,ينظر فلا يجد الا الظلام..وينصت ولا يسمع الا الدئاب..واخيرا يبكي,يتنهد ,يقول:
-اين انت ياابي؟؟
لايعرف الطفل ان قدامه العاريتين تدوس قبر ابيه..
عنوان في مقبرة.
لم تكتمل بعد
هزبر