هذه قصة من وحي الخيال لكن هذا لا يمنع وجود قصص مماثلة على الواقع
تختلف الاحداث و تختلف الاماكن و الازمنة
تختلف الشخصيات لكن الماساة واحدة
-------------
لم اكن اعرف ماذا اراد ...فقط احسست بذهول
احسست بخوف غريب من تصرفه
لم افكر في شئ الا في انني يجب ان اغادر المكان
تراجعت بخطوات واثقة الى الوراء ثم التفت الى الباب و بعدها انطلقت اجري
دون ان التفت الى الوراء... دون ان اعي ان كان يطاردني ...فقط ركظت بسرعة و لم اتوقف الا امام باب منزلنا
دقات قلبي تتسارع
وجهي يعتليه الشحوب
الافكار تغمرني تحاول تفسير ما حدث
حاولت المعرفة لكن سني لم يسفعني لافسر
فقد كان اكبر من ان تتوقعه طفلة لم تتجاوز سن التاسعة
دخلت المنزل ركنت في زاوية اطبقت في صمت رهيب اعيد شريط ما فات
ترددت في اخباري من حولي صمتت لكن قررت في النهاية ان اقول
ذهول الاخرين من حولي زاد خوفي و اضطرابي
يا ترى لما كل هذا الهلع... لما كل هذا الخوف
ارادوا اخبار الشرطة ثم اعدلوا عن القرار و كانه قرار طائش اتخدوه في لحظة غضب
مرت الايام و الخوف يعتليني من كل من حولي ...اتردد على ركن اعيد فيه ما فات
اصبح يعاملني الاخرين بحساسية
ينظرون الي بشفقة كرهتها و احيانا بعتاب خفي
احسست باني منبوذة دون حتى ان افهم لما
اصبحت حياتي اشبه بجحيم لا يطاق
كوابيس الليل و كوابيس النهار ...الدموع انيستي في وحدتي...الكلام اصبح يخرج من بين شفتي بصعوبة كبيرة
حتى انني اصبحت استغني عنه بالاشارات
اما الابتسامة فلم تعد لها معنى في قموسي
رايت الاطفال من حولي يبتسمون و يضحكون و يلعبون
تذكرت انني كنت في يوم ابتسم و العب مثلهم
حاولت ان ابتسم وقفت امام المراة رايت فتاة اخرى
فتاة بئيسة و حزينة
نظرتها عميقة
يعتليها العبوس
استغربت منها ماذا تفعل في غرفتي
ثم اكتشفت انها انا
يا للغباء حتى شكلي تنكر لي
اكملت محاولاتي في الابتسام
لكن شفتايا تعانداني في ذلك حاولت و حاولت ففشلت و استسلمت للفشل
ثم عدت الى زاويتي تؤنسني احزاني
مرت الايام و انا على هذا الحال لا اكلم احد و لا يكلمني احد الا نادرا او عند الضرورة
تابعت دراستي و ولجت سوق العمل تعلمت حينها التواصل مع الاخرين
اصبحت استطيع ان احادثهم و اتبادل معهم الحديث
شعرت حينها بالارتياح نسيت همومي و احزاني ...نسيت ذكرياتي و الامي
اصبحت اتبادل الحديث مع من حولي في المنزل
حاولت ان اغير حياتي ان انظر اليها بامل و تفائل
اصبحت اكثر حركة و نشاط
اصبحت الحياة شيئا فشيئا تضحك لي
اصبح اللون الوردي يتسلل اليها
تناسيت كل ما كان يعوق تفكيري... كل ما احسني بالكابة يوما ما...كل ما اقل من عزيمتي
ذات يوم و في تجمع لفتيات العائلة حاولت ان اغير من عادتي و ان اجلس معهم لنضحك و ندردش
كما رايتهم يفعلون كل اسبوع و انا منعزلة عنهم
تبادلنا اطراف الحديث فجذبنا الكلام الى الزواج سالوني عن رايي فاجبت بتفاؤل عميق انني اتمنى ان اجد زوجا صالحا يحافظ علي كاي فتاة تحلم ببيت و ابناء
قبل ان انطق باخر حرف تعالت الى اذني ضحكة استهزاء من الوراء
تنحيت قليلا و التفت الى الوراء فوجدت امي بيدها ثوب تشرع في خياطته رفعت نظرها قليلا نحوي و اخذت تنظر الي بطرفة عين مع ابتسامة استهزاء و قالت بنبرة تملؤها السخرية
و تحلمين بعد كل ما حصل... يا لوقاحتك
احسست كما لو انني غارقة في حلم جميل و سكب علي ماء بارد
احسست بطعنات خنجر تخترق صدري الى الاعماق
احسست ان اللون الوردي ينسل مخلفا ظلاما دامسا
احسست انا احلامي تتساقط الواحدة تلو الاخرى
احسست انني لا استحق الا الالم و انني اعاتب على شئ لا يد لي فيه
نظرت لامي بعمق و ذهول انعقد لساني عن الكلام تمنيت لو ان الارض تنشق لتبلعني
صمتت كما صمت الجميع
كادت دمعتي ان تتساقط على خدي فاسرعت و لملمتها لكن سرعان ما تساقطت دموع و دموع
مخلفة جرحا على خدي و جرحا اكبر في قلبي
لكن ما حدث كان ضروريا لاستيقظ من حلم كان سيظل حلما فقط ...