بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ..."صدق الله العظيم "
ذكرى أخرى .. وسنة جديدة تطوي صفحتها في مسلسل البطولة والفداء الذي جسده ولا زال القابضون على جمر التحرير لفلسطين ...كل فلسطين....
للحرية رجالها ولفلسطين الوطن والشعب فرسانها ... و لياسر عرفات القائد والثائر والإنسان حكاية تسمو على كل الجراح .. تلك الحكاية التي نظم فصولها في منبر التحدي على الأرض ... على مسرح التصدي للعدوان الغاشم ...
ياسر عرفات الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير الذي قضى على مذبح الحرية لفلسطين النقاء والشرف والشموخ والإباء بل هو واحدا من جيش الشهداء الذين زكوا تراب الأرض بدمائهم الطاهرة .
بالأخضر كفناه .. بالأحمر كفناه
كلون الأرض في شتاء الوطن كفناه
بزغرودة فلسطين الحب والعشق الإلهي كفناه
الشهيد الممزوج بروح العطاء للأرض والإنسان هو عرفات ابن المخيم المرسوم على جبهات التحدي
هو الكاسر الذي علت صرخته فصدح في الظلمات
هو ابن معسكر الثورة
هو الشهيد الذي غاب ليبقى فينا روحا تنشد الحياة
هو أنا وأنت وكل الأغنيات
هو نوار اللوز وغصن الزيتون ونبع الصمود الذي لا يجف له طرف
" من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم
فقدناك … فقدنا ثائراً ومناضلاً ورمزاً وانساناً ..فأنت الثائر الأول .. مفجر الثورة في عيلبون في زمن التردي والهزيمة .. حيث زرعت في وجدان الشعب الفلسطيني ايماناً عميقاً بالحرية وحتمية راسخة بالانتصار .. فجرت في أعماقنا حب الوطن .. فكنت أول الرصاص .. وأعدت للأمة كرامتها في معركة الكرامة الخالدة.. زمن الهزائم والانتكاسات..
حاصروك .. وماحاصروك .. كنت تصنع الأمل .. وتخرج بالثورة أكثر تأججاً في وقت يكاد فيه اليأس يسيطر على الأفئدة .. فمن كرامة العز الى الصمود الأسطوري في بيروت العظيمة .. حيث سطر جنودك بالدم القاني آيات من المجد والفخار على هام الزمان..
حاولوا أن ينهوك .. وما أنهوك .. فبحنكتك السياسية وعبقريتك العسكرية .. قدت سفينة العز الى ميناء جديد للنضال حيث اقتربت من الوطن .. وسألوك إذ كنت تغادر بيروت الى أين ؟!
فجاء صوتك مجلجلاً واثقاً الى القدس .. وما صدقوك .. ولكنك صدقتهم .. وإذ بك تعودالى أرض الوطن ، لوضع حجر الأساس للدولة الفلسطينية العتيدة..
فاوضوك.. فصمدت .. حاولوا أن يساوموك .. فأبيت .. كنت كالطود الشامخ .. متمترساً خلف الثوابت الفلسطينية .. متمسكاً بحق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ..
حاصروك ثانية .. وما حاصروك .. بل أنت حاصرتهم وكنت دوماً تردد " يا جبل ما يهزك ريح " .
ونحن إذ نودعك .. نستذكر سجلاً تاريخياً من النضال الوطني .. قدته بقدرة عالية .. جمعت فيه كل التيارات السياسية من أجل صياغة الانتصار الفلسطيني ..
نستذكر رمزاً وطنياً وثورياً وانسانياً عظيماً .. فلقد شغلت مساحات واسعة على امتداد قلوب أبناء شعبك الفلسطيني .. وأمتك العربية..وكافة الأحرار في العالم ..
وعدنا لك .. أن تبق في قلوبنا .. أيها القائد الخالد..
وعهدنا لك .. أن نسير على خطاك ، حتى ترى نهاية النفق بعيون اخوتك ،، ورفاق دربك ،،
وقسمنا لك .. أن نحافظ على الإرث النضالي والوطني الذي تركته لنا حتى يرفع شبل أو زهرة علم فلسطين على أسوار القدس.. وكنائس القدس ،، ومساجد القدس