لانفجار :
ضرب شعاع الشمس الذهبي سياجا محكما على الساحة العمومية التي بدت محارة في
دائرة تتوسطها فتاة في عمر الزهور تتبختر في مشيتها ..............اضفى
جمالها الخلاب مسحة من البهاء على الحديقة تغرى بالتامل وتثير البهجة
والارتياح ، ،،،،،،،،،، كان منظرها ........ووجهها المشرق .....اية من
الجمال الالاهي ......وفستانها المزركش الذي انحسر الى اعلى......وسيرها
ببطء ............التقاطها للمناظر تارة .......وقوفها للتامل تارة يوحي
بانها سائحة اجنبية ............من السواح الذين تستقبلهم المدينة
.......لقد اثارت الفتاة اهتمام اسحاق هذا الشاب الصهيوني الذي اعتاد
الجلوس على مقهى الساحة ومعاكسة الطالبات .............لقد اندفع نحوها
مبهوا بها وبجمالها ................
- شلوم ايخم
- شلوم
- شلم خا
- توف
- هل انت سائحة؟؟؟؟
- اجل
- من اين؟؟
- من يهود ستوكهولم؟؟
- اوه .....جميل جدا .....وهل ستمكثين طويلا هنا؟؟؟
- بضعة ايام فقط؟
- رائع.......رائع .....هل تسمحيك لي بمرافقتك لاطلاعك على محاسن الجمال والروعة في وطنك الموعود هنا؟؟
- عفوا لا استطيع اذ على ان اتوجه الى مكتب البريد لآرسال هذا الطرد البريدي الى والدي بستوكهولم .
- مازال الدوام لم ينتهي بعد ولدينا متسع من الوقت وارجو ان لا ترفضي طلبي بتناول بعض المرطبات صحبتي .
- حسنا تفضل
- كان الشعاع قد بدا يحكم حصاره على الساحة ويمتد شيئا فشيئا نحو الغرب
.........................مثيرا هدوءا وسكينة نادرة ......وقد اضفى على
وجهها المضيءبهاء وفتنة وجمالا قد اثارت اسحاق الذي اطلق العنان للسانه.
- انت محظوظة حقا؟؟
- لماذا؟
- لأنك تزورين اسرائيل الآن؟؟
- وماذا يعني الان؟؟
- اقصد بعد زيارة رئيس مصر لنا وقبوله بشروطنا.
- لكن هذا لايعني نهاية الحرب.
- صحيح لكنها بداية النهاية...........فالسادات اعترف بدولتنا وبحقنافي توحيد عاصمتنا والعيش بمامن وسلام
- ولكن السادات ليس كل العرب وهذا هو الاهم؟؟
- بالعكس السادات يمثل كل العرب المعنيين بالامر فهم جميعا ينشدون السلام
معنا ويعترفون لنا بحقوقنا في وطننا الموعود لكن السادات كان اشجعهم فقط
وقد مهد الطريق امامهم وسترين؟؟
- لكن المعنيين بالامر رفضوا؟؟
- تكتيك قديم يستخدمونهلاستهلاك المحن وسترين كيف تكر المسبحة ويقوم ااخرون بزيارة اسرائيل وتوقيع اتفاقية السلام معنا وفق شروطنا.
- المسالة تحتاج الى وقت؟؟
- اخالفك الراي؟؟
- لماذا ؟؟
- لانك تجاهلت جبهة الرفض ؟؟
- هه ........هه....هه؟؟
- ماالذي يضحكك ؟؟
- جبهة الرفض هذه.......ثم سكت ؟؟
- كيف؟
- ليبيا ستنشغل بها مصر ؟ والجزائر ستنشغل بها المغرب والمقاومة ستنشغل
بها الكتائب وحلفائهم بسوريا ستواجه جيشنا من الامام والعراق من الخلف .
- هل تصدق بهذه الحقيقة؟؟
- طبعا مادامت هذه خطة امريكا ودولتنا فكل شيء يجري كما هو مرسوم وماكان صحيحا اصبح حقيقةظظ
- كيف.....؟؟
- الم يكن من المستحيل مثلا قيام السادات بزيارة اسرائيل وقيام وفدنا
بزيارة القاهرة والتقاء بيغن فوق ارض مصر التي دمرتها طائراتنا اليس هذا
زمن المعجزات الاسرائيلية....
- بلعت ريقها على مصض وهي تهز راسها ونهضت معتذرة بالاتجاه الى البريد قبل
ان يغلق .....الح عليها بمرافقتها ......قبلت على مضض........قوات كبيرة
من الشرطة والجيش تحرسه.
- آه ......اي ......؟
- مابك؟
- اشعر بالم شديد؟؟
- وماذا بوسعي ان افعل؟؟
- ساعدني بتسجيل ذا الطرد ريثما اذهب الى الصيدلية المقابلة نلتقي بعدها ونتجول سويا.
- شعر اسحاق بفرحة غامرة وانطلق يعدو نحو البريد .....يسجل الطرد وعاد
ينتظرها ....وطال انتضاره وفجاة سمع دوي انفجار مروع داخل مكتب البريد
.....تطايرت معه الجثث وتناثرت الشظايا واهتزت المدينة باكملها ودب الرعب
والفزع في نفوس سكانها الصهاينة .....ولم يتمالك نفسه من الهلع والخوف
فاطلق قدميه تسابقان الريح ويصيح الفدائيون الفدائيون ؟؟؟؟ .........حينها
ادرك اسحاق ان الحرب لم ولن تنتهي في اسرائيل ؟؟؟؟؟ولن يكون هنالك سلام
الا بالابتعاد عن اسرائيل والعيش بعيدا عنها
_________________