مهرجان دمشق السينمائي في دورته الـ 15 سيضع في أولوياته تكريم كبير على مستوى الدولة للفنانة السيدة صباح ، مهرجان دمشق السينمائي والذي يحمل هذا العام شعار «السينما بعيون ترى» سينطلق في الأول من نوفمبر - تشرين الثاني المقبل وحتى العاشر منه ليضم الأفلام المشاركة من دول العالم يشارك من لبنان الفيلم اللبناني «سكر بنات» للمخرجة نادين لكن الموضوع الملفت والذي شكل مفاجأة عملت عليها إدارة المهرجان، بإصرار وجهد هو التكريم الكبير الذي سيجري ليلة الافتتاح للسيدة صباح.
وعرفنا أن صباح ستزف إلى المسرح بالياسمين الدمشقي.. هذا يعيدنا إلى مرحلة من التاريخ منعت فيها الصبوحة من دخول سورية بسبب سوء فهم وشائعة تقول بأنها غنت مع فنان إسرائيلي ثم عادت صباح ودخلت إلى الشام برعاية الرئيس الأسد وبترحاب عوّضها هذه المحنة التي إصابتها مع الإذاعات العربية وبعض المستفيدين من نشر الشائعة الكاذبة.
اليوم يختلف الزمن ويأتي تكريم صباح وهي رمز لبناني كبير بعد أزمة سياسية ألمت بالبلدين اللذين اتخذا يوما شعار «الشقيقين» ثم ذهبت الأمور إلى النقيض والنقيض..
ربما أن الفن والناس والعلاقات البشرية والثقافية بين أهل المنطقة ينفصلون عن الأزمات المرحلية إلاّ أننا لا نستطيع فصل تكريم الصبوحة ومشاركة الفيلم اللبناني «سكر بنات» عن الهدنة والهدوء الذي يحلم به أهل البلدين بعد عامين من الأحداث.. ففي الأعوام الماضية تحديدا منذ عامين عندما أجريت الدورة الرابعة عشر للمهرجان غابت المشاركة اللبنانية تماما الإعلامية والفنية. وقد تمنع بعض الممثلين اللبنانيين عن تلبية دعوة المهرجان وبعضهم التكريم والمشاركة في لجان التحكيم.
مهرجانات السينما العربية كما كل التظاهرات الفنية تعبر عن «العافية» أو عدم العافية في الحال العامة، ولا تبدو مبالغة إذا قلنا أن تكريم صباح تلك الفنانة التي ساهمت بما يقارب ثمانين فيلما للسينما ومئات الأغنيات ما هو سوى تكريم من الباب الواسع للبنان وحسن نية تجاه أهله