الاب يــــزرع وعلــــى الابنـــاء الحصــاد

اشبه دائماً حياة الانسان كمن يحرث الارض ، يكد فيها فيبذرها وبعد فترة يكون الحصاد ، تلك عادة نشأة الانسان الاول الفلاح والمزارع ، وتلك امتدادات الهواية بالمشي قدما في الحياة ، فالحرث والبذرهي التصرفات .

يحكى انه كان هنالك رجلاً اسمه أحمد ، كان له أخاً شقيقاً وحيداً له اسمه سمير ، فرغم أن احمد هذا كان هو الكبير الا ان لصغر عقله كان سمير ولي أمره ، فذلك سمير الحنون هو من كان يتابعه ويشاركه فرح وحزنه ، ضيقه وانفراجه رغم ان ايام انفراجه لم تكن لتذكر .

كان يسكنه في بيته ، وينفق عليه من جيبه ، فاحمد هذا كان رجلاً مقامر ، وله من العادات السيئة ما تعف النفس عن ذكرها ، رغم كل هذا كان ولي امره اخاه الصغير سمير لا يستطع ان يتركه في ضياعه ، حتى انه عندما تزوج اسكنه في بيته ، ومن عمله كان يطعمه ويسقيه ، يساعده في الانتقال من عمل الى اخر ولكن دون جدوى ، وزوجته المحبة كانت تعامله كأخاها الكبير اكراما لحبها سمير ، فجعلت من نفسها ايضا خادمة لاحمد ، فقرر سمير ذات مرة بعد ان لقي الامرين بشراء منزل ان يزوج اخاه احمد عله يصلح نفسه بعد ان يشعر بالمسؤولية ، ولفعل ذلك عقد النية على بيع منزله ولم يجد المعارضة من زوجته المحبة .

تزوج أحمد وللأسف كان التأثير معاكس ، فتزوج من ابنت عمه الحقودة التي نزعت ما وصل من رحم الاخوة ، مزقت العائلة واقست القلب قلب الاخ على اخيه المحب المضحي ، مر الزمان ولم يترك سمير اخاه ، لم ينسه بيد العون ، قتل سمير ، وكان لذلك الاخ العلم اليقين بالجناة ، نال قسطاً من المال لقاء السكوت ، ففضل الدراهم والصمت ، بات ابناء اخيه يتامى وزوجة الاخ التي كانت له خادمة باتت ارملة ، تخلى عن الجميع ، وقطعهم لسنين وسنين .

كبر الابناء وعمهم مفقود ، وذات فجأة ظهر العم الغريب ، معاتبا بوقاحة وبلؤم شديد ، فاولاد اخيه كبروا ، وبناته كبرن دون زواج ، فكان عتابه اتتزوجون من غير لحمكم ؟؟

بكل وقاحة كان هذا العتاب ، كيف لا وكل من اقدم لوهلة على التقدم لطلب يد بناته المسكينات ارتد بعد ان علم حكايته مع اخيه ، كيف يقدم على الزواج من ابنة مقامر ، حتى اولاده لم يجدوا من يحترمونهم ، فهذا الجاني كان له زرع مقيت ، زرعه في ارض بور ، وحصده ابنائه .

ولكن ما ذنبهم ؟؟

اشفق على هذا الحصاد ،،